أفكار عملية ليكون شهر رمضان مختلفًا
هناء رشاد
مانشتات:
• حثُّ الشباب على جمْع ما زاد عن احتياج الناس، وتوزيعه على الأُسر الفقيرة، أو إيصاله لمؤسَّسات النفْع العام.
• اصطِحاب الأبناء لشِراء أغراض رمضان، وتعليمهم أصول الاقتصاد الشِّرائي.
• للآباء: اجعَلوا الرسول الشخص الأهمَّ في حياة أبنائكم.
إنَّ مِن رحمة الله وفضْله علينا، أن جعل لنا في هذه الحياة الدنيا محطات نتزوَّد فيها بالإيمان والتقوى ونُعيدَ تَرتيب أوراقنا، فنَخرُج منها برُوحٍ جديدة وهمَّة عالية، ومِن أهمِّ المحطات التي تمرُّ على المسلمين مرَّةً واحدة كلَّ عام "شهر رمضان"، فها هي الأيام تمضي، ويهلُّ علينا الشهر الكريم بخيره وبركته، شِعاره: يا باغي الخير، أقْبِل.
برامج أسرية إيمانيَّة:
أضع لك أخي الكريم جملة مِن البرامج بين يدَيك، سائلاً المولى الكريم أن ينفعنا جميعًا بها، وأن يُبارك لنا فيها:
1- إقامة دورة مكثَّفة قبل دخول الشهر عن أحكام هذا الشهر وآدابه، وما يَنبغي للمُسلم قضاؤه فيه.
2- تصميم لوحات بمقاساتٍ كبيرة، تتضمَّن آداب الأكل والشرب، وبعض الآداب المتعلِّقة بالصوم، إضافةً إلى لوحة أخرى تتضمَّن أحاديث في فضائل هذا الشهر، توضَع في أماكن الإفطار العامَّة والمنازِل وغيرها.
3- ترتيب إفطارات عائلية للجميع، ثم ترتيب إفطارات لشرائح مُحدَّدة؛ كإفطار الشباب - مثلاً - وآخَر للأطفال، وهكذا مع حُسنِ استغلال هذا اللقاء قبْل الإفطار وبعده، بما لا يُثقِل على الحُضور.
4- تصميم وإعداد هدايا خاصة للعوائل التي تَلتقي في أيام الإفطار العائلي، مع الحرص على أن تكون هدايا تربوية مُناسِبة لجميع الشرائح.
5- حثُّ الشباب على العمل التطوُّعي، مِن خلال المشاركة في إفطار الصائمين، وتوزيع وجَبات الإفطار عند الإشارات، وفي أماكن تجمُّع العِمالة وغيرها.
6- برنامج (يوم التَّصفِيَة)، وهو عبارة عن جمْع ما زاد عن احتياج الناس؛ سواء الأقارب، أو أهل الحيِّ، أو غيرهم، ومِن ثَمَّ توزيعه على الأُسر الفقيرة، أو إيصاله لمؤسَّسات النفْع العام، ويُمكِن إعلان ذلك بمدَّة مناسبة؛ حتى يتيسَّر جمْع أكبر قدْرٍ مُمكِن منها.
7- برنامج (الخيمة الرمضانية)، وهي خيمة دعوية تُقام من أجْل شْغلِ أوقات الفراغ للشباب وملْئها بالنافع، مع إضفاء شيء مِن اللهو البريء والترفيه الرائع، والنُّكتة النظيفة، ويُمكِن الاستفادة منها أيضًا في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، خصوصًا خارج بلاد المسلمين، مع الاهتمام بتجهيزها بوسائل العرض المختلفة والهدايا المُنتقاة بعناية.
8- رمضان شهر القرآن؛ فيَنبغي العناية بالقرآن فيه، مِن خلال برامج كثيرة متنوِّعة؛ منها:
• التنوُّع في الحلقات القرآنية للكبار والصغار، والذُّكور والإناث، والموظَّفين وغيرهم.
• عمل مسابقات في القران الكريم؛ إما بحفْظ سورة مُعيَّنة، أو آيات لها فضائل، أو وضْع أسئلة على أجزاء القرآن.
• إلقاء كلمات مُنطِلقة من آيات قرآنية، وربْط الكلمة بتلك الآيات.
• الاهتمام بإعجاز القرآن؛ سواء العلمي، أو اللغوي، أو البلاغي، وتنبيه الناس على عظَمةِ القرآن في هذا المجال.
9- إعداد مُفكِّرة رمضانية تحتوي على مواعيد الأذان في هذا الشهر، وجدول آخَر لتنظيم الوقت كلَّ يوم، وآخَر لمواعيد الزيارات العائلية مع إلحاق برنامج الإذاعة في شهر رمضان.
8- إحياء مشروع استِبدال الشريط الغنائي بشريط نافعٍ، وذلك بالإعلان عنه، وتوفير البديل المتميِّز، ويُمكِن أيضًا جمْع الأنشطة النافعة وتوزيعها.
10- طباعة ورقة مُتابعة قراءة القرآن الكريم، وحبَّذا لو كانتْ باسم المسجد أو المركز، وتَخرُج بإخراج جديد.
11- تفعيل الطلاب المتميِّزين، واقتراح برامج جادَّة عليهم؛ كحفْظ أحاديث الصيام مع شرْح مُختصَرٍ لها.
12- الترتيب المُسبق ليوم العيد؛ حيث يَلتقي أهل الحي جميعًا في لقاء رائعٍ، تشعُّ منه المحبَّة والأُلفة، ولكي ينجح، فلا بدَّ من الحرص على الأمور التالية:
• تجهيز المكان الخاص باللقاء، وتحديد الموعد بدقَّة بحيث يكون مثلاً بعد صلاة العيد بساعة، مع التنبيه على أنَّ وجبة الإفطار تُجهَّز في المنازل بدون إسراف.
• ترتيب برنامج للعيد، تكون منه الطُّرفة والقصَّة والسؤال، واللقاء مع أحد أهل الحي؛ مما يُضفي على اللقاء رَونقًا خاصًّا به.
• إعداد هدايا لجميع أبناء الحي: ذُكورًا، وإناثًا، وخصوصًا الصِّغار منهم.
• طباعة بطاقة دعوية لأهل الحي لدعوتهم للِّقاء.
• توزيع هدية لكلِّ منزل؛ كإطار جميل فيه عبارة مُعايدة، أو تقبَّل الله منَّا ومنكم، مَشفوعة باسم المسجد.
خُطط للصِّغار:
• حثُّ الصِّغار على الصيام وتربِيَتُهم عليه؛ فقد ثبَت في صحيح البخاري ومسلم عن الرُّبيِّع بنت مُعوِّذ، أنها قالت: كنا نُصوِّم صِبيانَنا الصِّغار، ونذهَبُ بهم إلى المسجد، ونجعل لهم اللعبة من العِهْن، فإذا بكى أحدهم على الطعام، أعطَيناه إياها حتى يكون الإفطار.
• استغلال هذا الموسم في تعليمهم الآدابَ المُتكرِّرة فيه؛ كآداب الأكل والشُّرب، وآداب الضِّيافة، والسلام والزيارة؛ نظرًا لكثرة الزيارات ودعوات الإفطار في شهر رمضان، فيَحسُن تعليم الأبناء تلك الآداب؛ فلم يَعُد مُجدِيًا ولا نافِعًا قول الوالدين للولد: كنْ مؤدَّبًا ما لم يجعله في قالبٍ تعليمي تطبيقي.
• حثُّ الأبناء على التنافُس في النوافل، وتطبيق السُّنة؛ كالسِّواك، والسُّنَن الرَّواتب، وقيامُ الليل، وإفطار الصائمين.
• اصطحاب الأبناء لشراء أغراض رمضان، وتعليمهم أصولَ الاقتصاد الشرائي؛ مِن اصطحاب ورقة عند التسوُّق، وعدم تناوُل ما كان مُقابلاً للواجِهة مِن البضائع؛ لغلائه في الغالب.
• دعْ أولادك يَكتبون مُلصقات رمضانية، والتي تُعلِن مجيء الشهر، واترُكْهم يَختارون كلماتها ويَكتُبونها بخطِّهم كـ:((تسحَّروا؛ فإنَّ في السَّحور برَكة))، وغيرها.
• ما أجمل أن يَصطحِب الوالد أولاده إلى أماكن مُرتفِعة إن تيسَّر ذلك، أو إلى الصحراء، أو من خلال مراكز علمية للفلَك؛ لرُؤية هلال رمضان.
• تهيئة أماكن للعبادة وقراءة القرآن، لقد أثبتَت الدراسات أنَّ تَخصيص مكان مُحدَّد لفعْل شيء محدَّد، يأتي بنتائج مُذهِلة، وقد ثبَت أيضًا عن سلَفنا الصالح اتِّخاذ مصليات داخل بيوتهم للعبادة.
شهر رمضان ميَّزه القرآن، فاجعلوه مُميَّزًا:
• لا تجعلوا اليوم الأول من الشهر يومًا عاديًّا؛ فقُوموا بتهنِئة أقاربكم، ودعوا الأولاد يشاركونكم الاتِّصال، وأشِيعوا التعاون بينكم جميعًا.
• تكريم الصائم الجديد، هل في أُسَرِكم صائم جديد؟ كرِّموه، وادفعوه إلى الخير، جهِّزوا له هديةً جميلةً، تُشعِره بأهمية العمل الذي يَقوم به.
• دعْ أبناءك يُفكِّرون في مشروع خيري، ويُنفِّذونه بأنفسهم؛ كمساعدة أُسرةٍ فَقيرة، أو إعداد إفطار للصائمين، أو المُساهمة في إفطار المسجد، وغيرها مِن المشاريع.
• وضْع جدولاً للتعاون الأسري، توزَّع فيه المهامُّ على الأبناء على مدار الشهر، بشرط أن تتغيَّر المهامُّ كلَّ أسبوع؛ ليتربَّوا على المسؤولية.
• هل تعلم مدى اهتمام أبنائك بقضايا المسلمين وهمومهم؟ إذًا دعْهُم يُعدُّون معرضًا في إحدى الغرف بعنوان: (الأقصى في قلوبنا) ليَذكُروا المسجد ومُعاناة إخوانهم.
• عمَلُ مُفكِّرة خاصَّة بالأولاد تَضبط لهم أوقاتهم وتُعينهم على ختْم القرآن، مِن خلال ورقة المُتابَعة، مع كتابة بعض الوصايا لهم في أول المُفكِّرة.
• طبقُ الخير، وهي فكرة مُنتشرة تقوم عليها الجمعيَّات الخيِّرة، بأن تُعِدَّ كلُّ أسرة - بالتعاون مع جيرانها - عددًا من الأطباق، ويُخصَّص مكان لتناول الصائمين هذا الطعام.
• إجراء مسابقات على مستوى العائلة والأصدقاء، تهتمُّ بالقضايا التربوية والأسئلة المتنوِّعة التي تَستهدف جميع شرائح الأسرة.
• تفعيل فكرة لوحة الإعلانات المنزلية؛ لوضْع الإعلانات المهمَّة للأسرة؛ كمَوعِد الأذان، وبرنامج زيارة الأقارب، والتذكير بمحاضرة أو لقاء عائلي، أو حِكمة، أو غيرها.
• العُمرة في رمضان لها أجْر عظيم، فلْتَحرِص الأسرة عليها، والاستفادة مِن مدَّة السفر البرِّي في الحوار مع الأبناء، وشرْح ما يُهمُّهم.
• المكتبة الرمضانية، كم هو جميل ورائع أن توفِّر جُملةً مِن الكُتب والأشرطة المتعلِّقة برمضان، تستفيد منه الأسرة في أوقات فراغها.
• شهر السنَّة، إنها محاولة جادَّة من الأسرة؛ ليكون الشخْص الأول في حياتها هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتَحرِص على كل سُنةٍ نُقِلتْ عنه في هذا الشهر؛ لتَطبيقها مِن قِبَل الجميع.
• رمضان فرصة للصلح بين الناس، وغسيل قلوبهم من الأحقاد، فكنْ مُبادِرًا للإصلاح بين مُتخاصِمَين، أو لتُصالح أخًا بينك وبينه خصومة؛ فالدنيا أهون مِن أن يتحاسَد فيها ويُتهاجَر؛ ((ولا يحلُّ لمسلم أن يَهجُر أخاه فوق ثلاث))، بل إنَّ الهَجْر سبب في دخول النار ومنْع مغفرة الله تعالى للعبد، فلا تتأخَّر يا مسلم، يا مَن تَخاف الله.
• ستمرُّ بكم تجارب رائعة في تَربيتكم لأُسَركم، فلْنكتُب هذه التجارب، ولننشُرها في المجلات الإسلامية ومواقع الإنترنت، وحبَّذا لو فتَحتِ المواقع صفَحات مُتعلِّقة بتَجارب الناس في حياتهم.
وأخيرًا أخي الكريم، أختي الفاضِلة:
هذه جُملة مِن المُقترحات العمَليَّة التي تَصلُح لهذا الشهر الكريم، وليس المُهمُّ كثرة الأعمال بقدْر القيام بها، مع الإخلاص لله - عز وجل - في عملها.
التعليقات