مسجد ولي العصر.. ثورة في التصميم وغضب بين المتشددين في إيران
أثار تصميم مسجد "ولي العصر" في إيران، معركة جديدة بين المتشددين ومجتمع الفن الإيراني، في ظل اتهامات المتشددين لمصممي المسجد بالتشبيه بالقلنسوة اليهودية، ويعكس نهجًا إلحاديًا.
ووفقا لتقارير إعلامية استغنى المهندسون المعماريون القائمون على بناء مسجد "ولي العصر" عن القباب التقليدية والمآذن الشاهقة، واختاروا بدلًا من ذلك تصميمًا عصريًا يضم ما يشبه أمواجًا من الحجر الرملي والخرسانة.
تبلغ مساحة مسجد "ولي العصر" 25 ألف متر مربع، ويرتفع بشكل سلس بتقاطع رئيسي، بالقرب من مسرح وجامعة طهران وهي منطقة تستضيف أيضًا أحداثًا ثقافية وفنية.
وبلغت تكلفة إنشاء مسجد "ولي العصر" 16 مليون دولار ومن المتوقع أن يفتتح أمام الجمهور خلال الشهور المقبلة.
وهاجمت صحيفة "المشرق" الإخباري المقربة من المتشددين، تصميم المسجد معتبرة أنه يشبه القلنسوة اليهودية كتصميم، متهمة السلطات "بالخيانة" لموافقتها على بنائه بهذا الشكل.
كما اعتبره المتشددون أن التصميم "المحايد تمامًا يعكس نهجًا إلحاديًا".
رضا دانيشمير، أحد المهندسين المعماريين، قال إنه كافح لشهور قبل أن يقنع السلطات في النهاية بأن المسجد التقليدي سيكون في غير محله، حتى أنه أثار هذه القضية أمام لجنة برلمانية.
وأضاف: "مسئولو المدينة اعترضوا وقالوا إنه لا يبدو مسجدًا، ولا يشبه الشكل التقليدي للمسجد ولا يمكن المضي في هذا المشروع".
وفي إشارة إلى نوعية الشباب الإيراني الذي يتردد على الحي، قال دانيشمير "أوضحت لهم نوعية الجمهور الحقيقي لهذا المسجد.. في النهاية نجحت في إقناعهم".
وتابع: "أردنا أن يكون مشروعًا عصريًا"، بحسب تقرير لقناة "العربية " نقلا عن وكالة " أسوشيتد برس".
وأشار دانيشمير والمهندس المشارك في المشروع، كاثرين سبيريدونوف إلى أن المساجد لها أشكال وأحجام كثيرة، وأن أول مسجد بني في عهد النبي (محمد صلى الله عليه وسلم)، كان بناء بسيطًا دون قباب أو مآذن.
وفي السابق، كان المؤذن يصعد سلما حلزونيا إلى أعلى المئذنة 5 مرات يوميًا لكي يرفع الأذان، لكن هذه الممارسة اختفت تقريبًا في جميع أنحاء العالم الإسلامي، حيث تضم معظم المساجد حاليًا مكبرات صوت.
التعليقات