الجامع الأموى فى حلب السورية يستعد للعودة إلى الحياة
يعكف جيش صغير من المهندسين والعمال والحرفيين المهرة على العمل بدأب لترميم الجامع المعروف محليا بالجامع الأموى والذى طالته يد الحرب فى سوريا بالخراب، يدفعهم الأمل فى إعادة رونقه ليقف مرة أخرى شامخا فى المدينة الشهباء
وفى صحن المسجد ينشغل كل بعمله، فهناك من يوثق الحجارة المتهاوية جراء التدمير والتى تم ترقيمها وتصويرها. وهناك من يضع الصخرة المناسبة فى المكان المناسب وفقا لما كان مرسوما عبر التاريخ. وهناك من يقطع الألواح الخشبية إلى قطع صغيرة تمهيدا لدمجها فى إطار الأبواب الداخلية والبالغ عددها 12 بابا.
وكل هؤلاء يعملون وفق مخططات تم تنظيمها فى مكاتب مستحدثة على مدخل الجامع الذى استضاف رافعة عملاقة من دمشق جاءت خصيصا لهذا الغرض كون معظم معدات وآليات المدينة تم نهبها إبان الحرب التى عصفت بالمدينة منذ عام 2012.
وقال معماريون إن حجم الدمار يعادل ثلث المسجد تقريبا وأصاب بشكل رئيسى كلا من المنارة والمئذنة وما حولهما إذ أن الأضرار لحقت بالأعمدة والركن وكل ما هو متصل بالأسواق.
وذكرت دراسة أولية أن عملية إعادة الإعمار سوف تتكلف سبعة مليارات ليرة سورية (نحو 13.6 مليون دولار).
وقال مهندس الديكور والأستاذ فى كلية الهندسة المعمارية فى حلب صخر علبى "يعنى دخلنا وحطينا تصور أولى كان التكلفة تم وضعها بشكل، تغير سعر الليرة وإلى آخره، على ضوء التكلفة اللى كانت بالمرة الماضية هى بحدود من خمسة إلى سبعة مليار ليرة سورى يعني".
وفى تصور المهندسين فإن المرحلة الزمنية لإنجاز عملية الترميم هى ثلاث سنوات تقريبا لأن العمل الفنى داخل وخارج المسجد سيكون متلازما مع العمل على إعادة إصلاح البنى التحتية ومتناغما ومتشعبا معها لا سيما فى الأسواق القديمة.
ويجد المهندسون المعماريون والنحاتون صعوبة فى العثور على المقالع التى تتطابق حجارتها مع حجارة الجامع الأموى الكبير إذ يضطرون إلى استيرادها من خارج حلب مما يبطئ وتيرة الإنجاز.
وقال صخر علبى: "فيه جدران رح نعيفهم (نتركها) للزمن شاهد على الزمن مثلا خفيفات أو اكستريم، فيه جدار ممكن مثلا أكسيه بخشب حاليا، أكسيه كساء خشب، وبعد ٥٠ سنة بييجوا ناس مثلا بيفتحوا الخشب وبيشوفوا شو آثار الدمار اللى صار".
ويجرى العمل اليومى على أساس الكتب التاريخية التى تحتوى على الصور الأصلية حيث يقوم المهندسون بمهمة مقارنة الحجر بالحجر على جهاز الكمبيوتر فى عملية بحث دقيقة للوصول إلى الأصل وإتقان التنفيذ.
ويعتبر الجامع الأموى الكبير فى حلب أحد أقدم المساجد فى المدينة السورية. ويقع فى حى الجلوم فى المدينة القديمة من حلب التى أدرجت على قائمة مواقع التراث العالمى عام 1986.
ويشبه الجامع إلى حد كبير فى مخططه وطرازه الجامع الأموى الكبير بدمشق وقد تم تشييد المسجد فى القرن الثامن الميلادى ودمرت أجزاء كبيرة منه فى أبريل نيسان من عام 2013 نتيجة الحرب السورية.
التعليقات