مسجد «أبو علي» بالإسكندرية.. هنا دُرس المذهب الشافعي قبل 740 سنة
في حارة البلقطرية، يقع مسجد "أبو علي" بحي الجمرك وسط محافظة الإسكندرية، ويطل على ثلاثة شوارع رئيسية، الواجهة الجنوبية الشرقية تطل على شارع على بك جنينة، الواجهة الجنوبية الغربية تطل على شارع قبو الملاح، الواجهة الشمالية الشرقية تطل على شارع مسجد أبو على.
المسجد أنشأه ثلاث شخصيات هم عبد اللطيف بن رشيد محمد التكريتي، ومصطفى بك أمير اللواء السلطاني وأبو علي، تاريخ الإنشاء: عام 678 هـ - 1279م، إذ قام التاجر الأديب بن رشيد بإنشاء مدرسة خصصها لتلاوة القرآن والحديث ودراسة الفقه والمذهب الشافعي وعرفت" بدار الحديث التكريتية"، وقام الأمير مصطفى بتجديدها عام 1077.
قال مصطفى علي، أحد سكان شارع مسجد أبو علي، إنه أقدم مساجد الإسكندرية والذي تم بناؤه منذ مئات السنين وكان قريبا من الميناء مباشرة، وكانت المنطقة مشهورة بالتجارة التي كانت تصل عن طريق السفن في ذلك الوقت، وكان يأتي إليه الوافدون من جميع أنحاء الوطن العربي أبرزهم من العراق وتونس والمغرب.
وأضاف علي أن المسجد اشتهر بتحفيظ القرآن الكريم والحديث النبوي، وهو أول مسجد في الإسكندرية يدرس المذهب الشافعي، مشيرًا إلى أن بعض الروايات كانت تتردد أن بعض الوافدين كانوا يتوضؤون من مياه البحر عندما كان المسجد بالقرب من المياه مباشرةً.
من جانبه، أكد محمد متولي، مدير عام الآثار بالإسكندرية لـ"التحرير"، أن مسجد أبو علي أنشئ عام 678 هجرية في عام 1279 ميلادية، أي منذ 739 سنة، ليكون مدرسة لتعليم القرآن وتعليم المذهب الشافعي، وأطلق عليها "دار الحديث التكريتية" نسبة لمؤسسها عبد اللطيف التكريتي، واختار منطقة تسمي حارة البلقطرية بحي الجمرك بالقرب من الميناء الرئيسي لمدينة الإسكندرية. لافتا إلى أن "أبو علي" أحد مؤسسيه وهو واحد من الأعيان المشرفين علي إعماره في ذلك الوقت.
وأشار متولي إلى أن المسجد أثري ومسجل طبقا لقانون الآثار ويقع تحت الإشراف الأثري والهندسي لهيئة الآثار الإسلامية، وترميمه هو من اختصاص وزارة الأوقاف التي تجدده، حيث إنه يتكون من أبواب خشبية: باب من واجهة المسجد بشارع أبو علي، وباب من ناحية شارع قبو الملاح وآخر خلف المسجد وصنعت من الخشب البسيط وكل منها ضلفتان، ويحتوي المسجد على لوحتين من الرخام مدون عليهما تاريخ المسجد الأولي أمام مدخل باب الصلاة، والأخرى مصنوعة من الرخام الأحمر أمام بيت الصلاة.
التعليقات