مساجد بجدة تمزج العمارة الإسلامية القديمة بالحديثة
تمتاز مدينة جدة بطابعها الفني المعماري الذي تزدان به عمارة أكثر من 2300 مسجد وجامع، شيدت بعبق من الماضي العريق لتبقى معالم أثرية تروي التاريخ.
وإذا ذكرت مساجد جدة التاريخية فلا بد أن يذكر مسجد الشافعي الذي بني في القرن الـ17 الميلادي بأسلوب معماري رائع على شكل مربع، تتوسطه ساحة مكشوفة للحصول على تهوية جيدة، وقد استخدم في بنائه الطين البحري والحجر المنقبي، وطعّم بناؤه بالأخشاب.
وبالقرب من مسجد الشافعي، تعلو مئذنة مسجد عثمان بن عفان -أو مسجد الأبنوس كما يطلق عليه، لوجود ساريتين فيه من خشب الأبنوس- الذي شيد بين القرنين التاسع والعاشر الهجريين.
وغير بعيد عنهما، يبرز مسجد المعمار الذي يربو عمره على 340 عاما، وتقول وكالة الأنباء السعودية (واس) إنه يخضع حاليا لترميمات وصيانة.
وإذا تنافست المساجد القديمة في عمارتها المزينة بالنقوش، فإن مسجد عكاش -الذي تأسس عام 1200للهجرة (أي قبل 1785 للميلاد)- يحتل مرتبة متقدمة فيها، حيث القباب الدائرية المنقوش عليها بالزخارف الإسلامية، والأبواب المصنوعة من خشب الجوز القديم المميز بلونه البني المحروق الذي يبقى كما هو على مرّ السنين. وتحيط بالمسجد محلات تجارية موقوف ريعها عليه.
ورغم المد العمراني الحديث الذي شهدته جدة ويكاد يطمس هويتها المعمارية الخاصة، فإن مساجد حديثة احتفظت بشيء من معالم الطراز الجداوي القديم.
فمسجد الرحمة الذي بني كأول مسجد في العالم على سطح البحر، مزج بناؤه بين العمارة الحديثة والفن الإسلامي القديم، إذ تنتصفه قبة رئيسية كبيرة ذات ثماني قواعد مزخرفة بآيات قرآنية كتبت بعدة خطوط مختلفة كالنسخ والرقعة والديواني، إلى جانب احتواء أطرافها على زجاج يسمح بمرور أشعة الشمس داخل المسجد عبر 56 نافذة حول القبة المصممة على الطراز الإسلامي.
ومن بين المساجد التي تمتاز بالابتكارية والمزج بين القديم والحديث، مسجد العناني الذي استوحي شكله من النجمة الثمانية الإسلامية المعروفة باسم نجمة بغداد، ويتميز من الداخل بغلبة اللونين الأبيض والأزرق عليه، والزخارف الملونة المصنوعة من الفسيفساء المغربية "الزلّيج" التي تغطي الجدران.
وتعلو سقف مسجد العناني قبة واحدة تغطي مساحة مربعة واسعة للصلاة من دون أي عمود داخلي، حيث استوحي هذا الشكل من الهيكل الداخلي للقبة التي تعلو محراب مسجد قرطبة الجامع بالأندلس، كما يتميز بإطلالته على كورنيش البحر الأحمر.
ومن ضمن المساجد الحديثة التي حاولت الاحتفاظ بالعمران التقليدي، مسجد الملك سعود في وسط المدينة، والذي يقول مدير عام المساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة جدة سعيد المالكي -لوكالة الأنباء السعودية (واس)- إنه حاصل على جائزة الآغا خان للهندسة المعمارية عام 1989، ويعد من أكبر مساجد المدينة حيث تقدر مساحته بنحو 9700 متر مربع، ويتسع لخمسة آلاف مصل.
http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2016/12/11/%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AC%D8%AF-%D8%A8%D8%AC%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D9%85%D8%B2%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB%D8%A9
التعليقات