ما جاء في شهر صفر من السنة النبوية:
لم يرد في كتاب الله تعالى لفظ صفر، وإنما ورد ما يراد به صفر، كما في تفسير قول الله تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ...} [التوبة:5]، قال بعض أهل العلم: إن المراد به أشهر الإمهال؛ عشرون من ذي الحجة والشهر المحرم وشهر صفر وشهر ربيع الأول وعشرًا من ربيعٍ الآخر
وقوله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ...} الآية [التوبة:37]، وسيأتي أن مِنْ أهل العلم مَنْ فسر «لا صفر»، بهذا النسيء، وهو التأخير.
وإنما جاء في الأحاديث الصحيحة والصريحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنها ما يلي:
1- عن أبي هريرة ت قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا عدوى(3) ولا طيرة ولا صفر(4) ولا هامة(5)»، فقال أعرابي: يا رسول الله! فما بال إبلي تكون في الرَّمْل كأنها الظباء، فيأتي البعير الأجرب فيدخل بينها يجربها؟ فقال: «فمن أعدى الأول» متفق عليه
2- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا عدوى، ولا طيرة(7)، ولا هامة، ولا صفر» متفق عليه
وفي رواية لمسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا عدوى، ولا غول(9)،... ولا صفر»
3- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «لا يُعْدي شيء شيئًا»، فقال أعرابي: يا رسول الله، البعير أجرب الحشفة(11) نُدبِنْهُ(12) فيُجْرِبُ الإبلَ كلّها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فمن أجرب الأول؟ لا عدوى ولا صفر، خلق الله كل نفس، فكتب حياتها ورزقها ومصائبها»
4- عن ابن عباس رضي الله عنه قال: «كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض، ويجعلون المحرم صفر، ويقولون: إذا برأ الدَّبر(14)، وعفا الأثر(15)، وانسلخ صفر، حلَّت العمرة لمن اعتمر. قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه صبيحة رابعة مهلين بالحج، فأمرهم أن يجعلوها عمرة، فتعاظم ذلك عندهم فقالوا: يا رسول الله، أي الحل؟ قال: «الحلُّ كله»
التعليقات