طرق إبداعية في حفظ القرآن الكريم
د. يحيى الغوثاني القاعدة الأولى : القاعدة الثانية : القاعدة الحادية عشر: هناك فرق بين هذه القاعدة وبين قاعدة الحفظ البطيء الهادي بكرٌ عقودٌ يونسُ سبحانا **** الشعرا يقطين ق بانا وهو فهم معنى الآيات فهماً بحيث يؤدي إلى ترابط المعنى . عامل مهم لتسهيل حفظ القرآن فلا ننسى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال لمعاذ : "والله إني لأحبك يا معاذ .. فلا تنسى إن تقول دبر كل صلاة ، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" . نقلا عن موقع صيد الفوائد مختصرا
الإخلاص سر الفتح :
إذا عمل الإنسان وبذل الجهد وطبق ما يلزم تطبيقه وأتقن البرمجيات ولكن لم يكن هناك إخلاص في عمله أولم يكن هناك توكل على الله تعالى ، يكون العمل ناقصاً ... لذلك نجد كثيرا من المصلحين الغربيين من المكتشفين من الذين نفعوا البشرية بأفكارهم ولكنهم فقدوا الإخلاص النابع من الإيمان بالله تعالى ، نجدهم انتحروا وبكل بساطة .. ولذلك علينا أن نتذكر قوله تعالى : ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) إذاً هم سعوا واجتهدوا ولكن سعيهم ضلّ بسبب فقدانهم للإيمان والإخلاص ..
ونحن نحمد الله كثيرا على منة الإيمان والإسلام . فالإسلام الذي ميّز امتنا جعلنا نصبغ كل ما نأخذه من الغرب من برمجيات وتكنولوجيا بصبغة الإسلام ونلبسها بروحانية الإيمان ولذلك نحن نؤمن بأن كل عمل لا يقوم على الإخلاص فهو على جرف هار..
الإخلاص له زرّ في القلب وفي أي لحظة وبدون أن يراك أحد اضغط هنا على القلب وقل في نفسك ( الإخلاص .. الإخلاص .. الإخلاص)
الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر :
( الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر والحفظ في الكبر كالكتابة على الماء ) هذه نشأت من أصل قاعدة ربانية موجودة في الكون مسلّمة لاشك فيها ، أن الصغير يحفظ أكثر من الكبير.. القاعدة تكون كما يأتي :
الإنسان عندما يولد يكون الحفظ عنده في القمة ، ولكن فهمه لاشيء ، فالفهم قليل جداً ، والحفظ يرتفع جداً وكلما كبر كلما ارتفع الفهم وقلّ الحفظ وهكذا بمرور السنوات .. سنوات الطفولة والشباب .. حتى يصل إلى سن العشرين إلى الخامسة والعشرين تقريبا .. يتساوى عنده الحفظ والفهم ، ثم يبدأ يقل الحفظ أكثر ويزداد الفهم أكثر .. هل يموت الحفظ أخيرا ؟؟؟؟؟ لا لا يموت لأن حجيرات الدماغ الخاصة والمسئولة عن الحفظ لا يمكن أن تموت حتى بعد المائة .. إذاً القانون السائد كلما كبر الإنسان قلّ الحفظ ....ولكن ماذا يخرق هذا القانون ؟؟؟؟ هناك شيء اسمه العامل الخارجي .. إذا وجد فانه يضرب جميع القوانين ، فيصبح الحفظ بعد الأربعين سهلاً جدا جدا وهناك كتاب اسمه ( الفضل المبين على من حفظ القرآن بعد الأربعين) ما هو هذا العامل الخارجي ؟؟
هذا العامل هو : الرغبة .. التصميم .. الإرادة .. العزم .. قوة الهمة .. الهمة العالية .. ، إذا وجدت هذا في نفسك فإنه يشعل العزيمة والقوة لتنفيذ ما يريد ..وهناك عندي أكثر من ثمانين اسماً حفظوا القرآن بعد سن الأربعين والخمسين والسبعين ...؟!!
القاعدة الثالثة :
اختيار وقت الحفظ :
إذا تغدى الإنسان وملأ بطنه وشرب من المشروبات الغازية .. كيف يستطيع الحفظ .. لا يمكن أبدا !!!!
فالذهن مشغول والدم كله موجه إلى المعدة لعملية الهضم .. وأهمل الدماغ , فلن تستطيع أن تحفظ .. أو لن يتركز الحفظ أبدا ... وإنما وقت الحفظ هو وقت السحر قبيل الفجر .. يقول الإمام ابن جماعة .. أحد علماء الإسلام المربّين الرائعين في رسالة ماجستير له بعنوان ( فنّ التعليم عند ابن جماعة ) يقول : " أجود الأوقات للحفظ الأسحار ، وأجودها للبحث الأبكار ، وللتأليف وسط النهار ، وللمراجعة والمطالعة الليل ".
الآن لو تساءلنا لماذا يكون وقت الأسحار أفضل الأوقات للحفظ ؟؟؟؟؟؟
لو رسمنا خطا بيانياً للقلب هكذا .. في فترة الصباح يتحرك الدماغ طوال النهار .... أي مشكلة , خطأ ، راحة ، فنجان قهوة ، الدماغ شغّال بين حالات راحة وعصبية وتعب .. كل الحوادث تجد الصورة للخط البياني للدماغ وعند النوم هكذا مثلا ...
يخزن هذه الأحداث وهذا الجدول البياني في الليل يبدأ العقل اللاوعي بترتيبها وأنت نائم على حجيرات ...
يضع النظير مع نظيره والشبيه مع شبيهه ، فيضع العصبية مع بعض .. والراحة مع بعض والألم مع بعض ، وما يتعلق بأمر النساء وكل شيء ... مثل الكومبيوتر .. وهو نظام عجيب .. يرتب لي الحجرات ولكن مالذي يفيدني هذا في الحفظ ؟؟؟؟؟؟؟؟
فمن مميزات العقل الواعي انه يهدأ ليلاً ويرتاح ، أما العقل اللاواعي فلا ينام ولا يرتاح .. شغّال طول الوقت .. ليلا ونهاراً ، وهو لا يفرق بين الخيال
والواقع ، ولذلك حينما أقول لك تخيّل أنك حافظ القرآن الكريم ..وحققته ... العقل اللاواعي يصدق .. عندما تقول : أنا الآن أحقق حفظ القرآن الكريم أو أن أنال شهادة الماجستير وبتفوق ... يقول لك العقل اللاواعي أنا حاضر وأنا عبدك المطيع .. سأسخر لك كل قواك الداخلية لتحقيقها .. أما إذا قلت لا لا يمكن .. ذلك صعب .. فالعقل اللاواعي يصدق ذلك .. ويقول لك حاضر ... خلاص .. بإرادتك .. نام قد ما تقدر .. أنا عبدك المطيع .. كما تريد أكون أنا هناك تشبيه جميل .. يشبهون العقل اللاواعي والعقل الواعي بالهندي والفيل ... الذي يأمره .. فيأتمر بأمره ...
الفيل ضخم جدا والهندي وزنه ستون أو خمسون كيلو.. يلاعبه ...يقول له اجلس على منضدة... يجلس الفيل على المنضدة .. ويقول له ارفع خرطومك .. يرفع خرطومه .. يقول له افعل كذا وافعل كذا .. ويفعل الفيل ما يأمره الهندي .. والهندي هو العقل الواعي ..أعطي عقلك اللاواعي رسالة أنك ستحفظ ..
إذا استطاع العقل أن يتحكم بالطاقة الجسدية والنفسية ويوجهها عند ذلك تستطيع أن تعمل كل شيء ، العقل اللاواعي يتحكم بحسب ما يدخله العقل الواعي إليه من معلومات .. ( الحقيقة أن الحواس كثيرة فهناك حواس لازالت تكتشف ، منها حاسة الاتجاه .. فلو أني رميت لك القلم هكذا ستمسكه بأقل من لحظة .. كيف تمسكه؟ بحاسة الاتجاه ، كذلك إذا قلت لك أكتب رقم الهاتف دون أن تنظر إلى مكان القلم في جيبك .. ستمّد يدك وتمسك بالقلم دون نظر ودون تفكير .. وتخرج القلم .. كله بحاسة الاتجاه ) .
القاعدة الرابعة :
اختيار مكان الحفظ : كـــيـــف ؟؟؟
عليّ أن أحفظ القرآن الكريم في المكان الذي احفظ فيه عيني وأذني ولساني .. إخواني : الحقيقة أن منافذ الذاكرة ثلاثية .. لو أن عندي حوضا للماء وفيه ثلاث مصبات تصب فيه .. من أماكن متفرقة ، فإذا فتحت المصبّات الثلاثة بالماء ، يمتلئ الحوض ماءً ، وإذا فتحتها باللّبن يمتلئ لبناً ، وإذا بالعصير .. الخ وهكذا ، وكذلك قلبك .. حوض مداخله ومصبّاته العين والأذن واللسان ، فكل ما يدخل عن طريقها إلى القلب يمتلئ به ، فإذا دخلت المعاصي .. نكت في القلب نكته سوداء .. وإن كانت طاعات .. يمتلئ القلب نوراً وهكذا ...
فإذاً علينا أن نحفظ في المكان الذي نحفظ فيه سمعنا من الغيبة . ألسنتنا من النميمة .. وأبصارنا مما حرم الله تعالى .. ومن اللطائف في اختيار مكان الحفظ .. أنني وجدت في تركيا في بعض المراكز لتحفيظ القرآن الكريم ، غرفا صغيرة جدا ، مترين في مترين ، بناها العثمانيون القدامى .. ولها سقف عالي للتهوية ، قالوا إنها مخصصة للمتسابق للمراجعة .. وللذي عليه ورد معين يريد أن ينهيه ، وحينما دخلت وجدت أحد الأخوة يراجع القرآن الكريم فيها .. قال هنا نركز على الحفظ .. وهذه فكرة قديمة من 400 سنة تقريبا .. وفي الحرم لازالت هناك غرف صغيرة موجودة .. ومن الأشياء الطريفة أيضا أنك يجب أن تحفظ ولا يوجد أمامك مرآة : لماذا؟؟؟؟
لئلا تنشغل ، فإذا بدأت بالحفظ : بسم الله الرحمن الرحيم .. نظرت إلى المرآة وقلت لنفسك والله إن الشيب قد كثر .. ما عاد ترضى بي أم العيال ... أو تنظر إلى قميصك ، إلى لباسك ... أو .. أو .. فيشغلك الشيطان ..
قد يسمح وينصح بالمرآة في جانب آخر وذلك لتذكر وتعلم أحكام التجويد .. في بعض المراكز ينصح المدرّب الناجح والمحفظ لتلقي أحكام التجويد يقول الشيخ انظر إلى شفتيك وفرق بين انطباقهما وانضمامهما وكذلك الإشمام والروم ، ويقول امسك المرآة وانظر كيف تطبق أحكام التجويد .. وبهذه المناسبة أذكر أن أحد الطلاب جاء ليدرس أحكام التجويد وهو يدرس في بريطانيا فقال نحن ندرس في معهد اللغات معهد الصوتيات في الدراسات العليا قال نحن ندرس اللغة والمرآة عند المشرف يقول للطالب انظر إلى المرآة وانظر إلى شفتيك والفك وتعلم كيف تنطق .. فقلت له أننا بحمد الله نهتم بهذا العلم منذ فترة طويلة ...
القاعدة الخامسة :
القراءة المجودة والمنغمة :
التجويد يثبت الحفظ بطريقة أقوى وأوسع فمن خلال تتبعي للعديد من المدارس والطلاب ، يأتيني الكثير من الإشكالات في الحفظ يقول أخ : يا شيخ أنا احفظ وأنسى ، فاسأله كيف حفظت؟؟ فالأكثرية يقولون أننا نحفظ بقراءة عادية ( كأنه يقرأ كتاب عادي ) ..وهذا خطأ .. القراءة الاعتيادية جدا للقرآن الكريم لا تصح ، ينبغي لي أن أجمل صوتي وأنغمه ...
أبو موسى الأشعري رضي الله عنه كان يقرأ القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم يستمع إليه ، فسّر بقراءته فالتفت إليه أبو موسى وقال :
يا رسول الله استمعت إليّ؟ قال : نعم لقد أوتيت مزمارا من مزامير أبي داود . قال :" لو أعلم أنك تستمع إلىّ لحبرته لك تحبيراً"( لقرأته لك أجمل وأحلى من ذلك ) ..
إذاً إذا أردت أن تحفظ فاقرأ بالحد الأدنى من مخارج الحروف من الغنة والإدغام والمد والذي يعتبر تركه لحنا جليا .. القراءة السريعة تسمى هذربة .. الحفظ الجيد أن نظهر المدود والغنة وبعض مخارج الحروف المهمة ثم النغمة .. كل ذلك سيثبت الحفظ .. الدماغ يرتاح على النغم والإيقاع ...
كل إنسان حينما يقرأ ( اقرأ بسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ...) القلقلة الموجودة في الآيات ( إق) أول الآية وأخرها تحس ببهاء الآية وجمال الآية، والآية التي بعدها نجد أن الجرس الإيقاعي أو الإعجاز الإيقاعي تؤثر وتؤدي إلى تسهيل الحفظ فالإنسان مفطور على النغم ، كل واحد ، الأعرابي ..الرجل.. المرأة في مطبخها نجدها تدندن بنشيد أو آيات ...الخ ما سرّ ذلك ؟؟؟
القاعدة السادسة:
الاقتصار على طبعة واحدة من المصحف ولا يغيره :
وهذا المصحف الأفضل أن يبدأ بآية في أول الصفحة وينتهي بآية في أخرها .. وهذا مصحف مجمع الملك فهد هو المنتشر .. حافظ على المصحف المحدد ، ولا يشتت الآيات وإذا اضطرت بعض أخواتنا أن يقرأن من كتب التفسير لعذر أقول لها اختاري التفسير الذي يكون بداخله المصحف نفس الطبقة التي تحفظيها حتى لا تشتت الآيات ..
القاعدة السابعة :
تصحيح القراءة مقدّم على الحفظ :
إذا أردت أن تحفظ الآيات عليك أن تقرأها على شيخ متقن الحفظ ولا تعتدّ بنفسك فلا بد أن يكون لك أخطاء ، والتصحيح له طريقتان فإمّا أن تصحح القرآن كاملا من أوله إلى أخره وهذه الطريقة لا يسمح للطالب فيها أن يبدأ بالحفظ ،عليه أن يقرأ وتصَحّح القراءة ثم في السنة الثانية يبدأ ، الطريقة الثانية أنك تبدأ فقط بتصحيح ما تريد أن تحفظه وتصحيح التلاوة يجعل الطالب يحفظ أسرع بكثير من الذي لا يصحّح قبل الحفظ ثم أنك عندما تصحّح الحفظ تحفظ بما لا يقل عن 30 % من الصفحة قبل الحفظ مجرد التصحيح يفتح ذهنك وبحضور الشيخ ، فيتجاوز 30% من الصفحة فيبقى عليك 70% هذا على الطريقة الثانية ..
أما على الطريقة الأولى فالطالب حينما يبقى مع القرآن سنة كاملة يقرآ يصحح وبوجود شيخه فتكون هناك نسبة من المحفوظ ... أنا أذكر أن والدي رحمة الله عليه قد قرأ القرآن على الطريقة الأولى صححّه عند الشيخ من أوله إلى أخره والمرحلة الثانية وقف لم يكمل الحفظ ولكنه يصحح أي آية ويعرف تقريبا كل آية في أي سورة ولكنه حفظ حوالي 40 % .
القاعدة الثامنة :
عملية الربط مقدم على الحفظ :
الربط مهم جدا في كل جزء من أجزاء السورة ، أي ربط الآيات بالمعاني .. مثلا ربط الآية بخيال ، جائز كما قلت ضمن الدائرة الخضراء ( يجعلون أصابعهم في آذانهم ..) جاز لك أن تتخيل كافرا يضع إصبعيه في أذنه كلما سمع القرآن هكذا ..( يكاد البرق يخطف أبصارهم ) لك أن تتخيل كافراً يخفه البرق الصورة تسمح بذلك ( ويوم يعض الظالم على يديه ..) صورة تتخيلها .. بلغة مؤثرة لك أن تربطها بطريقة ما .. ما دام النص يعطيني خيال أوسع
لكن لا يجوز أن تربطها بأشياء غير محلها ، مثلا ذلك الشاعر الذي قال حينما نزل ضيفاً عند شخص فأجلسهم في سطح المنزل فجاعوا فجلب لهم الماء وكلما ازدادوا جوعا يرسل لهم ماء فقام أحدهم كان شاعرا فقال :
أبات الضيوف على سطحهم وبــــات يريهم نـجوم السمـــا
وقــد قطع الجــوع أمــعاءهم وإن يستغيثوا يغاثوا بمــــــــا
هذه الآية لا ينبغي وضعها هنا فهو أراد أن ينكت .. وهذه خاصة بالكافرين .. فلا ينبغي ربط الآية في غير محلها .. لأن الضيوف مؤمنون والآية خاصة بالكفار ..
الربط البصري : ربط اسم الآيات رسم الكلمات ، مثلا ( وهو على كل شيء قدير ) الذي شخصيته بصرية يركز على شكل المصحف والآيات ،أما السمعي فيركز على صوت القارئ ..وهكذا
القاعدة التاسعة :
الـتــكــرار :
عملية التكرار تحمي الحفظ من التلفت والفرار..، التكرار نوعان :
أولهما : بمعنى إمرار المحفوظ على القلب سرّاً.
الثاني : التكرار الصوتي وبطريقة مرتفعة يوميا.
التكرار يجب أن يكون من وجهة نظري خمس مرات على الأقل ، بعض الشيوخ يوصي طلابه أن يكرر الدرس خمسين مرة ... ذكر أحد العلماء عن طالب أمره شيخه أن يكرر الدرس ثمانين مرة .. فأخذ يكرر ويكرر .. فحفظ بعد عشر مرات. ولكن كرر وكرر لان شيخه أمره بذلك .. وإذا بعجوز جارة له تنادي من وراء السور .. يا غبي أنا حفظت الدرس وأنت ما حفظته ، قال لها : ماذا افعل ... الشيخ أمرني أن أكرره ثمانين مرة ، قال لها إذا حفظتيه فاذكريه ، فقرأت له الدرس كامل.. بعد أسبوع ناداها .. يا عمتي إقرأي الدرس الذي قرأ تيه قبل أسبوع .. قالت : أي درس ؟؟ أنا لا أدري ما تعشيت أمس .. لقد نسيته ! ، قال لها لكني لم أنس .. بسبب التكرار ... حتى لا يصيبني ما أصابك أكرره كثيرا ..
هناك نظرية تقول : إذا حفظت حفظا .. يوضع في ملفات مؤقتة ثم بعد ذلك ينزل إلى الملفات الثابتة في اليوم الثاني أو الثالث ..
من خلال تجربة أحدى الأخوات من أبو ظبي تتضح لنا هذه النظرية :
هذه الأخت حفظت في اليوم أكثر من تسع صفحات .. وكتبتها غيبا .. فوجئت عصر ذلك اليوم أنها لم تستطيع قراءتها .... فاكتأبت وقالت قضيت أكثر من ساعتين بالحفظ وجئت عصرا فلم أتذكر منها شيئا : قلت لها لا تحزني اقرئيها غدا وستتذكرينها .. لأنها الآن في الملفات المؤقتة في الذاكرة القصيرة .. فاصبري عليها وغدا راجعيها ستجدين أنها قد ثبتت في الذاكرة الدائمة ، وفعلا بعد مراجعتها قالت أنها فعلا تركزت عندي بعد المراجعة..
فمن ترك التكرار نسي ..
إذاُ التكرار للقرآن الكريم هو أساس كل شيء ..
ومن الأشياء المهمة أنك في البداية تشعر بصعوبة .. الشيخ إبراهيم الذي حفظ القرآن في 55 يوما كان يراجع في اليوم ثلاثة أجزاء ثم أصبح الأمر سهلا عليه فراجع خمسة .. ثم عشرة .. ثم يقول أنا أراجع في اليوم 15 جزء بسهولة وراحة .. لأنه تعود التكرار والمراجعة .. عود نفسك على التكرار بدون ملل...
القاعدة العاشرة :
الحفظ اليومي المنتظم خير من الحفظ المتقطع : لــمــاذا ؟
لان هناك حجيرات في الدماغ مسئولة عن الحفظ فعندما تبدأ بعملية الحفظ ربما تشعر ببعض التعب ... ولكن لماذا ؟
لأن هذه الحجيرات في دماغك تعاتبك وتقول لك "أهكذا هجرتني هذه المدة الطويلة والآن تطالبني بالحفظ ؟!! أين كنت منذ زمن طويل ؟؟!!
ربما تعاندك في البداية ولكن في اليوم الثاني والثالث والرابع تستجيب لك ...ابدأ بالقليل بعد التعود على الحفظ ، وبعد استجابة الحجيرات لك زود قليلاً الكمية ...
أحد الأخوة كان يقول : لا أستطيع الحفظ أبداً ، فحاول معه المشرف على المركز قال له : ألا تستطيع أن تحفظ سطراً واحداً كل يوم ؟ قال نعم أستطيع .. واستمر في حفظ سطر واحد كل يوم حتى زاده إلى سطرين ثم ثلاثة ثم أربعة ثم نصف صفحة ... وهكذا .. النجاح يولد النجاح .. ابدأ بالصغير ثم تصل إلى الكبير..
إذا داومت على الحفظ تتنشط الذاكرة ، وقد تجد طريقة في الحفظ أفضل ومناسبة لك .. بعض العلماء قالوا لا مانع إذا أعطى الحافظ لنفسه استراحة يوم أو يومين إذا وجد نفسه قد تعب من الحفظ ..
أيضا عليك أن تعطي لنفسك جائزة إذا أنجزت شيئا في الحفظ مثلاً: أنهيت حفظ سورة البقرة لا مانع من أن تكتب شهادة شكر وتقدير لنفسك ( أشكرك يا طموح ..... يا متفائل .. عسى الله أن يسهل عليك سورة آل عمران ..) وهكذا ..
الحفظ البطيء الهادي أفضل من السريع المندفع :
البطيء معناه أن تحرك العين يميناً ويساراً ببطء شديد كأنك تصور بكاميرا فيديو تنظر هكذا على المصحف يميناً ويساراً .. ركّز على الآيات والأسطر
التي ستحفظها حتى أن بعض البصريين ينصح أن يضع ورقة على النص حتى لا تنتبه لغير المحفوظ .. أنظر إلى الآيات ثم أغمض عينيك مباشرة واقرأ ، لا تنظر إلى السقف والشبابيك والستائر والأنوار و... الخ .. لأنك ستحفظ أشكالاً ثانية غير الآيات..
وهذا خاص بالبصريين ولعل منهم الإمام الشافعي رحمه الله كان يغطي الصفحة الثانية لئلا يحفظها.. ( ساعة من تركيز خير من أسبوع من الفوضى ...) مهم جداً .
القاعدة الثانية عشر :
التركيز على المتشابهات يرفع الالتباس:
أفضل طريقة لحفظ المتشابهات وحتى تتركز في ذهنك أن تقرأ على شيخ تكون له خبرة بالمتشابهات في باقي الآيات .. مثال على المتشابهات :
( يقتلون النبيين بغير الحق )
( يقتلون الأنبياء بغير حق )
الأولى في سورة والثانية في سورة أخرى ... ونتساءل .. لماذا ذكرت بلفظين مختلفين ... فعمل الشيخ الحافظ هو توضيح ذلك للطالب حتى يسهل عليه الحفظ بدون أن يخلط بينها.. هناك كتب بهذا المجال منها :
البرهان في متشابه القرآن ... للكرماني .
فتح الرحمن ... للقاضي زكريا الأنصاري
ويوجد كتب اهتمت بالمتشابه بدون تعليل كثيرة منها : عنوان الرحمن في حفظ القرآن .. لأبي ذر القلموني .
تنبيه الحفاظ إلى متشابه الألفاظ ... محمد عبد العزيز .
متشابهات القرآن .... مصطفى الملائكة .
وكتب عديدة في هذه المواضيع ويوجد أيضاً منظومات شعرية كثيرة منها: منظومة متشابهات القرآن ... للدمياطي ..
وأجودها للسخاوي موجودة في المنتدى من أرادها فليطبعها ويأخذها ... تحتاج المتشابهات إلى ربط ، كل إنسان له عملية وطريقة خاصة به .. بالمعنى .. أو بالحروف مثلا :
( يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ) ..
هنا حرف الزاي .. يزكيهم ، العزيز ..
أيضا ( فضلاً من ربهم ورضوانا ) وفي آية أخرى ( فضلاً من الله ورضواناً) الآية الأولى في المائدة والأخرى توجد في سورتي الحشر والفتح
نقول حرف الراء في كلمة ربهم يأتي في ترتيب الأحرف الأبجدية قبل اللام الموجودة في الآية الأخرى في كلمة الله ... يعني حسب الترتيب .. ستأتي الآية الأولى في سورة المائدة التي أيضا ترتيبها في القرآن قبل سورتي الفتح والحشر ...وهكذا ..
القاعدة الثالثة عشر :
ضرورة الارتباط بالشيخ المعلم
الذي يربطك عقلياً وتربوياً وعلمياُ ويعطيك أصول علم التجويد .. وتلتزم معه بطريقة معينة في الحفظ .. حتى لا يتشتت ذهنك من شيخ إلى آخر ومن طريقة إلى أخرى ...
القاعدة الرابعة عشر:
تركيز النظر أثناء الحفظ على الآيات لتنطبع على صفحات الذهن
ما نقصد به من هذه القاعدة هو التركيز العميق ، اجعل عينيك تشبع من القرآن ....أولاً أجعلها كاميرا .. ثم بعد ذلك .. قرب الصورة أكثر لكي تدخلها في العمق ..
القاعدة الخامسة عشر:
اقتران الحفظ بالعمل ولزوم الطاعات وترك المعاصي .. وأضيف بيتاً من الشعر معروف تأكيدا على هذه القاعدة عندما قال الشافعي رحمه الله :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ***** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرنـــي بـأن العـلم نـــــورٌ***** ونور الله لا يؤتى لعاصـي
القاعدة السادسة عشر :
المراجعة :
الناس نوعان : إما حفاظ للقرآن كاملاً ، وإما حافظين لأجزاء محددة
الحفظ الجزئي يحتاج إلى قراءته دوماً .. بحيث لا يمر عليك الأسبوع إلا وقد مررت على كل حفظك ... خذ هذه قاعدة لك ..
وأما حفاظ القرآن الكريم كاملاً فلهم عدة أساليب في المراجعة منها :
التسديس : وهو أن تقسم القرآن الكريم كل يوم ستة أجزاء ,, أو التسبيع : له بيت شعر :
( حفظت هذا البيت من شيخ موريتاني )
يوم السبت : بكر وهي سورة (البقرة) ... إلى عقود وهي (المائدة)
يوم الأحد عقود وهي (المائدة) ... إلى ( يونس)
الاثنين (يونس) ..... إلى سبحانا وهي (الإسراء)
الثلاثاء (الإسراء) .... إلى (الشعراء )
الأربعاء (الشعراء) ... إلى يقطين وهي (الصافات)
الخميس من (الصافات) .... إلى (ق)
والجمعة من (ق) .... إلى آخر القرآن
القاعدة السابعة عشر:
الفهم الشامل يؤدي إلى الحفظ المتكامل
القاعدة الثامنة عشر :
قوة الدافع وصدق الرغبة في الحفظ .
القاعدة التاسعة عشر :
الالتجاء إلى الله بالدعاء وطلب العون منه
التعليقات