الجوار الكريم .. فضل الجلوس في المساجد

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فلا شك أن المساجد خير بقاع الأرض وأزكاها، وأطيب الأماكن وأفضلها، بيوت الله في الأرض هي مهوى أفئدة المؤمنين، وبها تتعلق قلوب الصالحين، تشتاق إلى عمارتها والمكث فيها نفوس وأرواح رجال ملأ الإيمان قلوبهم، على أبوابها تقف الفتن، وتنقشع بها الظُّلْمَة، يحرص المسلم العاقل على بنائها إن استطاع، وعلى عمارتها وتنظيفها وتطييبها، فهي أعز عليه من بيته، وقد رتَّب الشرع المعظّم على ذلك كله أجورًا عظيمة.

 خير الجوار:

لقد نبهنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في سنته إلى أهمية الجار، وضرورة حسن مصاحبته والإحسان إليه، وتحمله والصبر عليه، كما حث الشرع الشريف على مجاورة الصالحين، واختيار الجيران الفضلاء، وحسن صحبتهم، والبعد عن مجاورة الفاسدين، وإن خير الجيرة وأفضل الجوار ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه عن ذلك الجوار المبارك، أتدري ما هو؟!!

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني، أين جيراني؟ فتقول الملائكة: ربنا! ومن ينبغي أن يجاورك؟ فيقول: أين عُمّار المساجد؟»[أبو نعيم في حلية الأولياء 10/213 وصححه الألباني في الصحيحة 2728].

وقد مدح الله رب العالمين عمّار المساجد ووصفهم بالرجولة الحقة، وهم أولى الناس بصفة الرجولة خلقًا ودينًا، فقال جل وعلا: { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [النور: 36- 39].

قال سيد قطب رحمه الله عند هذه الآية: (ذلك النور الطليق ، الشائع في السماوات والأرض ، الفائض في السماوات والأرض ، يتجلى ويتبلور في بيوت الله التي تتصل فيها القلوب بالله ، تتطلع إليه وتذكره وتخشاه ، وتتجرد له وتؤثره على كل مغريات الحياة : { في بيوت أذن الله أن تُرفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة. يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب } . . وهناك صلة تصويرية .. بين المصباح المشرق بالنور في المشكاة ، والقلوب المشرقة بالنور في بيوت الله .

تلك البيوت { أذن الله أن ترفع } وإذن الله هو أمر للنفاذ فهي مرفوعة قائمة ، وهي مطهرة رفيعة . يتناسق مشهدها المرفوع مع النور المتألق في السماوات والأرض . وتتناسق طبيعتها الرفيعة مع طبيعة النور السني الوضيء . وتتهيأ بالرفعة والارتفاع لأن يذكر فيها اسم الله : { ويذكر فيها اسمه } . وتتسق معها القلوب الوضيئة الطاهرة ، المسبحة الواجفة ، المصلية الواهبة . قلوب الرجال الذين { لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة } . . والتجارة والبيع لتحصيل الكسب والثراء . ولكنهم مع شغلهم بهما لا يغفلون عن أداء حق الله في الصلاة ، وأداء حق العباد في الزكاة : { يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار} . . تتقلب فلا تثبت على شيء من الهول والكرب والاضطراب . وهم يخافون ذلك اليوم فلا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله . وهم مع هذا الخوف يعلقون رجاءهم بثواب الله : { ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ، ويزيدهم من فضله } . . ورجاؤهم لن يخيب في فضل الله : { والله يرزق من يشاء بغير حساب } من فضله الذي لا حدود له ولا قيود). [في ظلال القرآن 5/ 284].

فضائل إتيان المساجد والمكث فيها:

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه الكرام أحاديث وآثار كثيرة في الحض على لزوم المساجد، وإتيانها، والأجر العظيم في ذلك ومنها:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها» [مسلم 671].

وعن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا؛ فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم سُنَنَ الْهُدَى، وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ، فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثم، وَيَعْمَدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ إِلاَّ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، وَرَفَعَهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلاَّ مُنَافِقٌ مَعْلُومٌ نِفَاقُهُ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادِي بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ». [مسلم 654].

 نخلص من هذه الآيات والأحاديث إلى فضل المجاورة في المساجد ولزومها، وأن ذلك شعار الصالحين، يورث صاحبه مقامًا عظيمًا عند الله تبارك وتعالى، وفي التخلف عن المساجد، ومن ثَم إضاعة الصلوات أو تأخيرها؛ شؤم في النفس، وضيق في الرزق، وجهدًا في البدن، وعسرًا في الخلق، والعكس بالعكس، والجزاء من جنس العمل.

وقد اعتاض كثير من الناس في هذه الأيام عن المساجد وإتيانها، ولزموا الشاشات، وعكفوا على المباريات، وغاصوا في بحار الدراما، وغاب كثير من الناس عن المساجد، وتركوا حِلق الذكر ومصاحبة العلماء بها، وانشغلوا عن عمارتها، فكانت هذه الكلمات تذكيرًا وترغيبًا في اللحاق بالصالحين في أظهر البقاع وخيرها.

منزلة من تعلق قلبه بالمساجد:

 إن التعلق والارتباط المعنوي والشعوري والعاطفي بين شيئين يدل على مقدمات وأسباب ونتائج، فالارتباط المعنوي والشعوري بالمسجد مقدمة لمحبة الله وطاعته، ودواعيه الفوز بالرضوان والنجاة من لهيب النيران، ونتائجه ثبات التعلق الدافع لصيانة الجوارح من الموبقات، وإذا ثبت العمل ثبت الأجر، وفي الحديث عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ... إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ كَانَ قَلْبُهُ مُعَلَّقًا بِالْمَسْجِدِ إِذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى يَعُودَ إِلَيْهِ.. » [متفق عليه].

فهذا العبد لما آثر طاعة الله تعالى، وغلب عليه حبه، صار قلبه معلقًا بالمساجد، ملتفتًا إليها يحبها ويألفها؛ لأنه يجد فيها حلاوة القربة، ولذة العبادة، وأُنس الطاعة، ينشرح فيها صدره، وتطيب نفسه، وتقر عينه. فهو لا يحب الخروج منها، وإذا خرج تعلق بها حتى يعود إليها.

وهذا لمن قاد نفسه إلى طاعة الله جلّ وعلا فانقادت له. أما من غلبته نفسه الأمارة بالسوء فقلبه معلّقٌ بالجلوس في الطرقات والمسارح والمسلسلات، والمشي في الأسواق، منكب عليها محبٌ لمواضع اللهو واللعب، وأماكن التجارة واكتساب الأموال.

وعن أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: « مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ؛ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لاَ يُنْصِبُهُ إِلاَّ إِيَّاهُ؛ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ، وَصَلاَةٌ عَلَى أَثَرِ صَلاَةٍ لاَ لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ». [أبو داود 558 وحسنه الألباني].

فلينظر المحب لعظم الأجر المعد له عند خروج من بيته متطهرًا ليؤدي فريضة من فرائض الله مخلصًا لا يخرج رياء ولا سمعة، بل يؤديها خالصة بها قلبه متوجهًا إليه وحده راغبًا فيما عنده، فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى سُنة الضحى يعود بأجر المعتمر، فما بال كثير منا يزهد في أجر كهذا؟!!

ويزاد هذا الأجر يوم الجمعة، فعَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، فَدَنَا مِنْ الْإِمَامِ، وَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ؛ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا». [أحمد 16962 والترمذي 496 وابن ماجه 1087 وصححه الألباني].

هذا الأجر العظيم في إتيان المساجد يوم الجمعة، حتى صارت الخطوة الواحدة تعدل أجر سنة، تحصل أجر صيام 340 يومًا وقيام 340 ليلة، بماذا؟ بالاغتسال قبل الغدو إلى المساجد، والتبكير إلى المساجد، والاستماع والإنصات عند الموعظة، وصلاة ما كتب الله لك، فلماذا لا يحرص العبد على العمل الصالح، فلعل كفة الحسنات ترجّح بحسنة، والعبد منا لا يدري بأي يعمل يدخل الجنة.

أجر التبكير إلى الصلاة وطول المكث في المساجد:

إن المبادرة والتبكير إلى صلاة الجماعة في المسجد لها من الأجر العظيم ما الله به عليم، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على المسابقة والمبادرة إلى كافة عمل الخير، ولا أخير ولا أفضل بعد توحيد الله من الصلاة ولا صلاة أفضل من صلاة خاشعة في بيت من بيوت الله، ومن ذلك:

1- أن من جلس قبل الصلاة في المسجد؛ منتظرًا للصلاة؛ هو في صلاة، أي له أجرها، ما دامت الصلاة هي التي تدفعه للبقاء وتمنعه من الخروج من المسجد. فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه لما أخّر صلاة العشاء الآخرة، ثم خرج فصلى بهم، قال لهم: «إنكم لم تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة». [متفق عليه].

2- الملائكة تدعوا للمبكر للمسجد ما دام في انتظار الصلاة، فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله قال: «الملائكة تصلي على أحدكم مادام في مصلاه ما لم يحدث: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه».[متفق عليه].

3- المسارع إلى المسجد مبكرًا يتمكن من أداء السنن الراتبة التي تمثل الرباط المعنوي بيننا وبين سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بين كل أذانين صلاة، قالها ثلاثًا، قال في الثالثة: لمن شاء». [متفق عليه].

4- من جاء إلى المسجد مبكرًا للصلاة يمكنه استغلال ذلك الوقت لقراءة ما تيسر له من القرآن الكريم؛ فقد لا يتيسر له ذلك في أوقات أخرى، وكثيرًا ما ينشغل الإنسان وينسى كثيرًا ويفرط...

5- المبكر للمسجد يتمكن من إدراك موطن من مواطن إجابة الدعاء؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « الدعاء لا يُردّ بين الأذان والإقامة».[الترمذي 212 وصححه الألباني].

6- كما أنه يدرك الصف الأول، ويصلي قريبًا من الإمام، عن يمينه، وفي الحديث: «إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول».[ابن ماجه 997 وصححه الألباني].

7- يدرك المبكر للمسجد التكبيرة الأولى مع الإمام، والتأمين معه، ويحصل له فضل صلاة الجماعة.

8- المسارعة إلى المسجد نوع من الرباط في سبيل الله، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟». قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: « إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ ».[مسلم 251].

جدير بالذكر أن التأخر في الحضور إلى الصلاة -إضافة إلى ما يفوّته من أجور كثيرة- يفتح باب التهاون بالصلاة ويجر في النهاية إلى ترك صلاة الجماعة، فعن أبي سعيد رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخرًا، فقال لهم: «تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم، ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله». [مسلم 438].

  لقد أصبحت كثير من المساجد في هذه الأزمان تشكو من قلة المرتادين لها والجالسين فيها لذكر الله، لقد فقدت الرجال الذين يسبحون الله فيها بالغدو والآصال ممن لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة!!

 لا يخفي علينا أن اهتمامات كثير من الناس والعديد من الأسر قد تغيرت ، فصارت الاهتمامات ضحلة: ما بين مباريات ودراما، ونزهات وأعمال عدة متنوعات، وجمع أموال وسهرات، حتى غاب كثير منهم عن المساجد موطن الرحمة، ففقدت المساجد بعضًا من روادها العاكفين فيها والركع السجود الذين يعمرونها آناء الليل وأطراف النهار.

 لقد كانت المساجد فيما مضى بيوتًا للعبادة، ومدارس العلم، وملتقى المسلمين ومنطلقهم، تُعقد ألوية الجهاد في المساجد، ويتناقش فيها المسلمون ما يشغلهم في دينهم ودنياهم، يلقي فيها الخليفة والأمير أول بيان عن استراتيجية حكمه ومنهجه في التعامل مع الناس، فيها يتعارفون ويتآلفون، ومنها يستمدون الزاد الأخروي ونور الإيمان وقوة اليقين، بها تعلقت قلوبهم، وإليها تهوى أفئدتهم، هي أحب إليهم من بيوتهم وأموالهم، فلا يملون الجلوس فيها وإن طالت مدته، ولا يسأمون التردد عليها وإن بعدت مسافته، يحتسبون خطاهم إليها، ويستثمرون وقتهم فيها فيتسابقون في التبكير إليها.

فهل ننتبه لهذا الجوار الكريم، ولا نضيعه، جوار رب العالمين؟!!

نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في الأقوال والأعمال، وأن يحسن لنا الختام، والحمد لله رب العالمين.

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.