الحث على الحج وفضل العشر

 الحمد لله العظيم الكريم.. هيَّأ لعبادة أسباب التوفيق.. ويسَّر لمن شاء من عباده السير لحج بيته العتيق.. فجعل أفئدةً من الناس تهوي إليه فيأتونه ﴿ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ [الحج: 27] فسبحان من جعل الحج لعباده حجاباً وجُنَّة.. ولم يجعل للحج المبرور جزاءً إلا الجنة... أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له.. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً، عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه.. وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبع سنته إلى يوم الدين.

 

أما بعد: فاتقوا الله أيها الناس.. فهو سبحانه أحق أن يطاع فلا يعصى... ويُذكر فلا يُنسى... ويُشكر فلا يُكفر، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]

 

عباد الله: لقد شرع الله لكم هذا الدِّينَ.. وأقامَه وبناه على أركان خمسة.. من أقامَ هذه الأركان.. وحقـَّق ما فيها فاز وربح.. ومن فرَّط في أحدِها خاب وخسر... ففي الحديث عن نبيكم عليه الصلاةُ والسلامُ: أنه قال: " بُنيَ الإِسلامُ على خمسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ محمدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البَيتِ، وَصَومِ رَمَضَانِ ".. ومن المعلوم من الدِّينِ بِالضَّرُورَةِ.. أَنَّ الحَجَّ رُكنٌ مِن أَركَانِ الإِسلامِ وَمَبَانِيهِ العِظَامِ... دَلَّ على وُجُوبِهِ الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالإِجمَاعُ... وقد حث الله عباده على أداء هذا الركن العظيم... وأوجبه على المكلف في العمر مرة واحدة فقال سُبَحانَهُ ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97] وفي حديث أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه وأرضاه قال: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ فَحُجُّوا " فَقَالَ رَجُلٌ أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ ثُمَّ قَالَ ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ". أيها الناس: فَضلَ الحَجِّ عَظِيمٌ.. وَأجرُهُ كَبِيرٌ... فهُوَ يجمَعُ بَينَ العِبَادَةِ البَدَنِيَّةِ وَالمَادِيَّةِ.. وَالأَحَادِيثُ في فَضلِهِ وَعَظِيمِ أَثرِه كَثِيرَة. ومن ذلك:

أولا: أن الحج مكفر للذنوب وماحٍ للعيوب... أخرج مسلم في صحيحه من حديث عمرو بن العاص -رضي الله عنه-: أنه لما أراد أن يُسلم واشترط المغفرة، قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ؟، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا؟، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ؟

 

وعند البخاري من حديث أبي هريرة، قال -صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ".... وقال عليه الصلاةُ والسلامُ: ((تَابِعُوا بَينَ الحَجِّ وَالعُمرَةِ، فَإِنهما يَنفِيَانِ الفَقرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَلَيسَ لِلحَجَّةِ المَبرُورَةِ ثَوَابٌ إِلاَّ الجَنَّةُ".

 

ثانيا: من فضائل الحج أنه من أفضل الأعمال.. كما ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه سئل عليه الصلاة والسلام: أيُّ الأعمال أفضل؟! قال: "إيمانٌ بالله ورسوله". قيل: ثم ماذا؟! قال: "جهادٌ في سبيل الله"، قيل: ثم ماذا؟! قال: "حجٌّ مبرورٌ". وعند الإمام أحمد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " عَمَلَانِ هُمَا مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ عَمَلَا بِمِثْلِهِمَا: حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ، أَوْ عُمْرَةٌ مَبْرُورَةٌ " وعلى هذا: ينبغي عَلَى المُسلِم المُبَادَرَةُ إِلى تَأدِيَةِ فَرِيضَةِ الحَجِّ مَتى كَان مُستَطِيعًا... لأَنَّهُ لا يَدرِي مَاذَا يحدُثُ لَهُ لَو أَخَّرَهُ.. قَال صلى الله عليه وسلم: " تَعَجَّلُوا إِلى الحَجِّ - يَعني الفَرِيضَةَ -، فَإِنَّ أَحَدَكُم لا يَدرِي مَا يَعرِضُ لَهُ " وَقَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: " مَن أَرَادَ الحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ، فَإِنَّهُ قَد يَمرَضُ المَرِيضُ وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ وَتَعرِضُ الحَاجَةُ ". وفي الحديث أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من مَلـَك زادا وراحلة تُبلـِّغه إلى بيتِ الله ولم يحُجَّ فلا عليه أنْ يموتَ يهودياً أو نصرانيا".

 

عباد الله: أيها العقلاء: ومع هذه النصوص العظيمة التي فيها الحث على المبادرة بالحج.. وَفي هذا الوَقتِ الذي يَشَتاَقُ المؤمنون.. إلى حُضُورِ هَذَا المجمَعِ الكَرِيمِ في كُلِّ عَامٍ... فإن من بيننا من تَمُرُّ عَلَيهِ السُّنُونَ... وَتَتَوَالى عَلَيهِ الأَعوَامُ.. وَأَدَاءُ الحج لم يَخطُرْ لَهُ عَلى بَالٍ... وَكَأَنَّ الحَجَّ عَلَى غَيرِهِ قَد فُرِضَ... وإنَّ المُتَأَمِّلَ في الوَاقِعِ اليَومَ.. لَيَجِدُ مِنَ الناس مَن جَاوَزَ الأَربعِينَ.. بل َقَارَبَ الخَمسِينَ وَهو لم يؤدي فريضة الحج بعد.. وكثير أولئك الذين وَجَبَ عليهم الحَجّ.. ومَعَ ذَلِكَ تَرَاهُم يُؤَخِّرُونَ الحَجَّ سَنَةً بَعدَ سَنَةٍ.... وَيُؤَجِّلُونَ هَذَا الرُّكنَ عَامًا بَعدَ آخَرَ.... غَيرَ مُلتَفِتِينَ ما قد يعرض لأحدهم من مُخَاطَرَ كَبِيرَةً. إما مَوتًا مُجهِزًا... أَو مَرَضًا مُقعِدًا.. أَو فَقرًا يَعتَرِيهِ بَعدَ غِنًى.. وبعضهم يتعذر بأعذار واهية.. أما بقوله.. الحج فيه زحمه شديدة.. وأنا لا أطيع الزحام.. وإما بقوله حملات الحج أسعارها غالية... والعجيب في الأمر أَن تجِدَ هَؤُلاءِ المُؤَخِّرِينَ لِفَرِيضَةِ الحج.. قَد جَابُوا الدِّيَارَ شَرقًا وَغَربًا... وَسَافَرُوا في البلادِ جَنُوبًا وَشمالاً.. وَبَذَلُوا الأَوقَاتَ.. وَأَنفَقُوا الأَموَالَ في التَنَزُّهٍ وَالسِيَاحَةٍ في الداخل والخارج... وَمَعَ ذَلِكَ لم يُفِكِّرُوا في أَعظَمِ سِيَاحَةٍ وَأَجَلِّ سَفَرٍ... وَلم يَشُدُّوا الرِّحَالَ لأَشرَفِ البِقَاعِ وَأَعظَمِ الأَمَاكِنِ.. ولم يدخروا بعض ما أنفقوا في سياحتهم لحج بيت الله الحرام.. ومِنَ المُؤَخِّرِينَ لِلحَجِّ من يتعذر بِالدَّينِ... وَيَتَحَجَّجُ بِأَنَّ عَلَيهِ حُقُوقًا لِلآخَرِينَ... فَيُقَالُ: لا شَكَّ أَنَّ الاستِطَاعَةَ شَرطٌ مِن شُرُوطِ وُجُوبِ الحَجِّ... وَأَنَّ حُقُوقَ الآدَمِيِّينَ في هَذَا مُقدَّمَةٌ عَلَى حَقِّ اللهِ.. لأَنَّه حُقُوقَ الخلق بَينَهُم مَبنِيَّةٌ عَلَى المُشَاحَّة.... وَحَقّ اللهِ مَبنَاهُ عَلَى الإِحسَانِ وَالمُسَامَحَةِ.... - وللتوضيح عباد الله: فإن الدُّيُونَ لا تخلُو مِن أَن تَكُونَ دُيُونًا حَالَّةً أَو مُؤَجَّلَةً... فَإِن كَانَت الديون مُؤَجَّلَةً فَلا إِشكَالَ... وَإِنْ كَانَت حَالَّةً وَقَدَرَ عَلَى دَفعِهَا.. وَعَلَى نَفَقَةِ الحَجِّ لَزِمَهُ أَنْ يحُجَّ... وَإِنْ تَوَارَدَا عَلَيهِ جمِيعًا... أي الرغبة في الحج وسداد الدين وَلم يَستَطِعْهُما مَعًا... فَلْيُقَدِّمْ تَسدِيدَ الدين الذِي يُطَالَبُ بِهِ.. وَلْيُؤَخِّرِ الحَجَّ إِلى أَن يَستَطِيعَ له سبيلا.

 

وَأَمَّا إِذَا كَانَ عَلَى الإِنسَانِ دَينٌ طَوِيلُ الأَمَدِ... مِثلُ الدَّينِ الذِي لِصُندُوقِ التَّنمِيَةِ العَقَارِيَّ مثلا، أو عليه أقساط شهرية. وَهُوَ وَاثِقٌ مِن أَنَّهُ كُلَّمَا حَلَّ عَلَيهِ القِسطُ أَوفَاهُ... فَإِنَّهُ في هَذِهِ الحَالِ إِذَا تَوفر عِندَهُ المَالُ وَقتَ الحَجِّ فَعَلَيهِ أَن يحُجَّ؛.. عباد الله: ومما يحسن التذكير به لمن أراد حج بيت الله الحرام... أن يختار لحجه وعمرته نفقة من مال حلال.. يقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إن الله - تعالى - طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله - تعالى - أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ﴾ [المؤمنون: 51] وقال تعالى ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [البقرة: 172].. ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ، مَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ.؟ " وصدق من قال:

إذا حججتَ بمالٍ أصلُه دنس 
فما حججتَ ولكن حجَّتِ العِير 
لا يقبل الله إلا كلَّ طيبةٍ 
ما كلُّ حجٍّ لبيت الله مبرورُ 

 

فبادر أيُّها المسلم.. للحج بمال طيب.. ولا تتقاعس ودع عنك الشُّحَ والكسل... وإنْ ازدحم الناسُ.. وزادتِ المصاريفُ والأسعار.. فما دُمتَ مُستطيعاً... فأدِّ ما افترض الله عليك.... بادر وأسرع. في أداء هذا الركن العظيم.. ولا يُقعدنَّـك الشيطانُ.. ولا يأخذنَّـك التسويفُ.. ولا تلهينّـك الأماني الباطلةُ.. والحيلُ الخادعة.... ها أنت تأخِّر الحجَّ عاما بعد عام.. ولا تدري ما يعرض لك من أمور في مستقبل الأيام.. أسال الله أن يقبل الله منا ومنكم صالح القول والعمل. وأن ييسر للحجاج حجهم.. وأن يحفظهم وأن يحفظ القائمين على خدمتهم من رجال أمننا وغيرهم.. قلتُ ما قلت، إن صوابًا فمنَ الله، وإن خطأ فمن نفسي والشيطانِ، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفِروه إنه كان للأوّابين غفورًا.

♦ ♦ ♦

 

الحمدُ للهِ حَقَّ حَمدِهِ.. أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيهِ.. هُوَ كَمَا أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ، وَأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ الله وحدَه لاَ شَريكَ له، واشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ وَرَسُولُهُ، صلى اللهُ عليهِ وَعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وسَلَّم تَسْلِيمًا كَثيرًا. عباد الله: أن من رحمة الله عز وجل بنا.. أنها لا تزال مواسم الخيرات والبركات.. وأسواق الآخرة ورفع الدرجات.. تتوالى علينا حينا بعد حين... فما أن ننتهي من موسم من مواسم الخير.. إلا ونستقبل موسماً آخر..ألا وإن من أفضل المواسم وأعلاها قدرا.. وأعظمها أجرا. ما نترقب حلوله يوم غد من أيام عشر ذي الحجة والتي أخبر عن فضلها نبيكم عليه الصلاة والسلام فقال «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ». يَعْنِى أَيَّامَ الْعَشْرِ. قَالُوا يَارَسُولَ اللَّهِ وَلاَ الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ  وَلاَ الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَىْءٍ» وقال صلى الله عليه وسلم «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ، وَلا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ التَّسْبِيحَ، وَالتَّكْبِيرَ، وَالتَّهْلِيلَ واعلموا أن في أيام العشر يوم عظيم ألا وهو يوم عرفة.. والذي يوافق في هذا العام يوم الأحد القادم.. ومن السنة في يَومِ عَرَفَةَ أن يصومه غير الحاج.. لان صيامه يُكَفِّرُ سَنتَينِ: سَنَةً قَبلَهُ وسنة بَعدَهُ... بِذَلِكَ أَخبرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حَيثُ قَالَ: ((صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَأَحتَسِبُ على اللهِ أَن يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قَبلَهُ وَالسَّنَةَ التي بَعدَهُ) مما يشرع في هذه العشر: التكبير لله تعالى، وهو مطلق ومقيد. ومن أحكام عشر ذي الحجة.. أنه لا يحل لمن أراد أن يضحي أن يأخذ من شعره ولا ظفره ولا بَشَرَته شيئاً حتى يذبح أضحيته، لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا».

 

عباد الله: اغتنموا هذه الأيام العشر بالأعمال الصالحة. وحافظوا على الفرائض ثم نوعوا وأكثروا من أعمال البر والصلة والصلاة والصدقة والصيام.. وقراءة القران وذكر لله عز وجل.. واضربوا بسهم في كل عمل صالح في هذه العشر ثم صلوا وسلموا.. على إمام الخلق وسيد المرسلين كما أمركم الله بذلك العزيز الحكيم فقال عز من قائل عليم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.