زوجي يتكاسل عن الصلاة
السؤال:
متزوجة منذ عامين وزوجي إنسان طيب وعنده عاطفة دينية، ولكنه مع الأسف لا يحافظ على الصلاة، قد يصلي فرضًا واحدًا في اليوم، وأحيانًا يمكث أيامًا دون أن يصلي، ولكنه يحافظ على صلاة الجمعة.. وهذا الأمر يضايقني جدًّا، وقد حاولت معه فيستجيب بعض الوقت، ثم يعود للتكاسل، ماذا أفعل؟
الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد...
الأخت الكريمة مرحبًا بك في موقع إمام المسجد، وأحييكِ على حرصك على هداية واستقامة زوجك، وإليكِ بعض الأمور التي آمل أن تساعدك:
1ـ أن تُحسني التوكل على الله تعالى، وتعلمي يقينًا أن الهداية بيده، فتلجئي إليه سبحانه بصدق، وتكثري من الدعاء لنفسك ولزوجك ولذريتك بأن يجعلكم الله من مقيمي الصلاة.
2ـ جددي نيتك دومًا، فالدعوة تحتاج إلى صبر، ولو غابت النية سيستسلم الإنسان لليأس سريعًا.. لذا اجعلي غايتك إرضاء الله، وتذكري أن إرشاد الناس للخير والطاعة من أعظم الأعمال وأحبها عند الله، وهي تتأكد في حق المقربين.. {وأنذر عشيرتك الأقربين} (الشعراء: 214).
3ـ حافظي على الصلاة، وأكثري منها.. اجعلي بيتك روضة يُذكر فيها الله في كل حين، اجعليه بيتًا تسكنه الملائكة، بالطهارة والذكر والسكينة، وترديد الموعظة الحسنة في جنباته، فالجو الطيب يحفّز على الطاعات، ويُقرب الإنسان من الخير.. وتذكري أن مسؤوليتك الأولى هي عن نفسك، فلا تتأثري بتكاسل زوجك، واجعلي نصب عينيك دومًا قوله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}(الأنعام:164).
4ـ تفهمي طبيعة زوجك، فقد يكون ممن يتأثر بالأسلوب العقلاني، ويحتاج إلى المنطق والإقناع.. وهنا تحدثي معه بهدوء، وذكّريه بين الحين والآخر بأسلوب لطيف، وقد يكون شخصية عاطفية وهنا يحتاج إلى الموعظة باستمرار والشحن العاطفي.
5ـ أيًّا ما كانت طبيعة زوجك فعليكِ أن تدركي أن الصلاة هي نتيجة للإيمان، وأنه ما من طاعة إلا ويسبقها عمل في القلب، فإذا كان القلب حيًّا ومستحضرًا لقرب الحساب كان حريصًا على اغتنام الطاعات، وأداء الواجبات.. لذا عليكِ أن تحيطي نفسك وزوجك بالموعظة الحسنة، حتى تأتي الطاعات تلقائيًّا، ومن الأمثلة العملية لهذا الأمر ما يلي:
ـ اطلب من زوجك أن يصطحبك إلى الدروس في المساجد، واجعلي هذا الأمر عادة لكما.
ـ احرصي على ترديد الموعظة في بيتك عن طريق محطات القرآن الكريم، وقنوات الدعوة.
ـ كثيرًا ما يضيع الوقت في السيارة، رغم أنه فرصة ذهبية للاستماع لمحاضرة نافعة، فاختاريها بذكاء، بأن تشتمل على التذكير بالآخرة، ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم، وليس شرطًا أن يكون فيها توجيه مباشر لأداء الصلاة.
6ـ حُسن علاقتك بزوجك بشكل عام تجعل كلامك أقرب إلى قلبه، فلا تجعلي تفريطه في الصلاة سببًا لغلظتك معه، لأن هذا سيُوجد فجوة كبيرة بينكما، وسيعقّد الأمور لأنه قد يعند في المقابل، ويزداد تفريطًا.
7ـ اطلبي من زوجك أثناء تواجده في المنزل أن تصليا جماعة، وقولي له أنك تنتظريه، وأنك تحبين سماع القرآن الكريم منه.
8ـ اربطي بين حفاظه على الصلاة وبين سعادتك به وتقديرك له، والثناء عليه بالكلام الطيب المؤثر، وتفننك في إسعاده.. حتى يشعر أن اكتمال محبتك واحترامك له لن يكون إلا باستقامته وحفاظه على الصلاة.
والله أسأل أن يوفقك لكل خير ورشاد، وأن يجعلك وزوجك ممن هم على صلاتهم يحافظون.
التعليقات