مجاورة المسجد الأقصى .. من حلم إلى معاناة
على الرغم من أن السكنى بالقرب من المسجد الأقصى المبارك تمثل حلم لكل فلسطيني وعربي ومسلم ، إلا أن العائلات الفلسطينية التي تلاصق منازلها المسجد ولا يوجد مدخل إليها غير ساحاته تشكو الآن وتعاني الأمرين، من حالة حظر التجول والحصار والتفتيش الدائم الذي تفرضه عليها قوات الاحتلال والذي ينتهك خصوصياتها خلال المراقبة والتفتيش.
وتسكن آلاف العائلات المقدسية في أحياء البلدة القديمة في القدس المحتلة، ويعيش عشرات منها في منازل تطل على باحات المسجد الأقصى، ومن حالفه الحظ منها هو من يتوفر لمنزله منفذ إلى البلدة القديمة، أما العائلات التي لا تملك مدخلا ولا مخرجا لمنازلها إلا من ساحات الأقصى الداخلية فتعيش معاناة خاصة بسبب إغلاق شرطة الاحتلال أبواب المسجد الخارجية بعد صلاة العشاء مباشرة، مما يجبر هذه العائلات على ملازمة منازلها حتى صبيحة اليوم التالي.
وتبدأ المعاناة اليومية لسكان هذه المنازل بالتفتيش عند أبواب الأقصى، كما تقيد حركتهم ولا يسمح لهم بالتأخر بعد صلاة العشاء وإلا عليهم المبيت في مكان آخر.
كما يمنع سكان هذه المنازل من الدخول في الفترات الصباحية التي تمنع فيها شرطة الاحتلال دخول المرابطات، وعليهم الانتظار كبقية المواطنين حتى يتم السماح لهم بالدخول في الطريق إلى منازلهم.
وعلى الرغم من أن تلك العائلات تقيم فيما يشبه حالة الطوارئ دوما، إلا أنها ترفض ترك منازلها والانتقال لمسكن آخر ، معتبرين أنهم إن تنازلوا عنها ستئول ملكيتها مباشرة لليهود المحتلين وبالتالي تزداد الهيمنة على المسجد المبارك المحاصر في الأساس.
وتتعرض البلدة القديمة لمضايقات عديد من قبل الاحتلال، في ظل المحاولات المستمرة لتغيير ملامح القدس عبر بناء المراكز الدينية والحدائق التوراتية تحديدا في الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى المبارك، والهجمة ضد السكان تتصاعد عبر محاربتهم في لقمة عيشهم وتدمير اقتصادهم وهدم منازلهم.
التعليقات