قيام الليل .. سنة مهجورة ينبغي المحافظة عليها

يعتقد الكثيرون منا أنه بأداء صلاة العشاء قد انتهت الفرائض والسنن، حتى صلاة الفجر، خاصة أن الكثير يغفل عن قيام الليل، ولو بركعة واحدة، تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى، لأن قيام الليل دأب الصالحين وسنة متبعة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن حافظ عليها، حافظ الله على النور في قلبه وبصيرته، وبيض وجه وثبت قدمه.  

فضل قيام الليل:

قال تعالى في وصف من يقومون الليل: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عن الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون) (سورة السجدة: الآية 16)، كما ذكرهم الله بأحسن الذكر فقال: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (سورة الذاريات: الآية من 15-18).

وقال جل شأنه وقال تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبَابِ) (سورة الزمر: الآية 9).

وقال الحسن "كابَدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا في الدعاء، والاستكانة، والاستغفار". سنن الترمذي (5/553).

التقرب إلى الله:

وهناك من الكثير من الأحاديث النبوية التي حثت المسلم على ضرورة المحافظ على قيام الليل، فعن أبي أمامه الباهلي ــــ رضي الله عنه ــــ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بقيام الليل، فإنه دَأْبُ الصالحين قبلكم، وهو قربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومَنْهَاة للإثم" ( سنن الترمذي).

وعن أبي مالك الأشعري – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة غُرَفًا يُرَى ظاهِرُها من باطِنِها، وباطِنُها من ظاهرها، أعدَّها اللهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعامَ، وأفشى السَّلامَ، وَصلَّى بالليل، والناسُ نِيَام". (صحيح ابن حبان).

وأيضاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر" (صححه الألباني)، وفي كل هذه الأحاديث النبوية الشريفة يبن الرسول صلى الله عليه وسلم من المصلحة بالقرب إلى الله وموافقة الصالحين من دفع المفسدة بالنهي عن المستقبل من السيئات، والتكفير للماضي منها وطرد الداء عن الجسد.

ووقت صلاة الليل من بعد صلاة العشاء إلى الفجر ، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله زادكم صلاة، وهي الوتر ، فصلوها بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر" (صحهه الأباني).

ويفضل الصلاة في آخر الليل لمن يستطيع على ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: "من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل" (صححه الألباني).

وصلاة الليل تجزى حتى لو اقتصر على ركعة الوتر فقط، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوتر حق على كل مسلم فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل" (صححه الألباني)، وأكثرها إحدى عشرة ركعة، فعن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – قالت: " ما كان رسول الله يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة" (أخرجه الشيخان).

ويستحب أن يقول المسلم بعد صلاة الوتر سبحان الملك القدوس، لحديث أبي بن كعب قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم في الوتر قال سبحان الملك القدوس" (صححه الألباني).

 

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.