مسجد "نيوجيه" .. حينما يدرك ملك الصين سماحة الإسلام

عندما يذكر تاريخ الإسلام في الصين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نسقط من حساباتنا مسجد نيوجيه بالعاصمة الصينية بكين، إذ يظل أحد علامات الإسلام بها، والذي كان شاهدا على أحد أبرز الدلائل على الفهم الخاطئ للإسلام، وإعادة تصحيح صورته في عيون الصينيين.

 فالمسجد الذي تأسس عام 996م، هو واحد من أقدم المساجد التي شيدها العرب في العاصمة الصينية الحالية بكين، حيث بناه الشيخ قوام الدين، بعد أن جاء من بلاده إلى الصين برفقة أولاده، الذين شيدوا مساجد أخرى هناك.

ولم يكن المسجد الذي تبلغ مساحته الآن 6000 متر مربع، بمثل هذه المساحة الشاسعة في بدايته، غير أنه شهد توسعات عديدة في عهد أسرتي الملك "تشينغ" و"مينغ"، وهما من أشهر الحكام الذين شغلوا أعلى المناصب بالدولة الصينية.

وظل المسجد الأشهر في الصين، يضم لوحا يخلد واقعة تاريخية حدثت منذ مئات السنين، والتي تذكر المسلمين بمحاولات اضطهاد يائسة لدينهم، فعندما شعر بعض الصينيين بالغيظ من الاحتفالات التي كان يقيمونها المسلمين يوميا في شهر رمضان، والأضواء التي تشغل كل ركن من أركان المسجد، بعثوا برسالة للحاكم الصيني، يحذروه من إمكانية تحرك المسلمين في عملية مناهضة لحكمه، ومن ثم إعلانهم التمرد ضده.

وبالفعل تحرك الحاكم الصيني آنذاك "تشانغ" ليتأكد من صدق إدعاءاتهم بنفسه، فلمس بنفسه سماحة الدين الإسلامي وأنه جاء ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وفي نفس الوقت أدرك ملامح الغيظ الشديد والاضطهاد الذي كان يحمله بعض الصينيين آنذاك تجاه المسلمين، الأمر الذي جعله يصدر أمرا مكتوبا بعدم التعرض أو المساس في حرية ممارستهم لشعائر الدين الإسلامي، وبالفعل تم تسجيل هذا الأمر على اللوح الموجود بالمسجد الصيني، ليبقى تخليدا جميلا لإنصاف الإسلام والمسلمين.

 

 

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.