المساجد والأطفال

الأطفال إحدى هدايا السماء، زهرة من أزهار الحياة، زينة الحياة الدنيا، من حرم من هذه الهدية فقد حرم من شيئًا عظيمًا، وابتلى بلاء شديدًا.

يقول تعالى "لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ".

وهذه الهدية تستحق الشكر لتكتمل عطاياها، فالأولاد قد يكونون رحمة وقد يكونون لعنة، إذا أهمل الأب أو الأم هذه النعمة، ولم يراعوها حق رعايتها، فالله نسأل أن يجعلهم لنا طواعين غير عاقيين، وأن يجعلهم صالحين هم وذريتهم، ونعوذ بالله من أن يكونون علينا لعنة أو فتنة، وألا يسلطهم علينا بذنوبنا.

يقول تعالى: " وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ".

الآباء والمساجد

معظم الآباء يحرصون على أن ينال أبنائهم شرف التعلم في المسجد، وأن يكون المسجد أستاذًا لأطفالهم، فتراهم دائما ما يحرصون على اصطحابهم إلى المساجد أثناء الصلوت وكذلك إحضارهم في رمضان لأداء صلاة التراويح، حتى يستنشق النفس رائحة الإيمان من مصدرها، فالمسجد هو بيت الإيمان من أراد الدين الصحيح فعليه بأن يطرق أبواب المسجد.

ولأن الأطفال يميلون للعب والعبث والحركة والنشاط، ومن الصعب التحكم فيهم داخل المسجد، فعلى الأب أن يغرس في نفس طفله احترام المسجد وأن يرسم له معنى السكينة والوقار، وأن بيت الله وضع للعبادة والتضرع والخشوع، لذلك لا يجوز اللعب فيه، ولا يجوز العبث بما فيه من مكتبة أو تكييف أو محتويات وغيره، كما لا يجوز الصراخ رفع الصوت، لأننا في بيت السكينة، ومن شأن هذا التشويش أن يذهب بالخشوع والطمأنينة من قلوب المصلين.

دخول الأطفال المسجد

لا يمنع الأطفال من دخول المسجد مع أولياء أمورهم أو وحدهم إذا كانوا مميزين وهم أبناء سبع سنين فأكثر؛ ليؤدوا الصلاة مع المسلمين، فعَنْ أَبِى قَتَادَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " إِنِّي لأَقُومُ فِي الصَّلاَةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ "

آباء غافلون

وكما يرزق الطفل بأب مؤمن حريص على أن يدخل طفله الجنة، يوجد آباء غارقون ف لهو الدنيا وفي شغلها، لا عرفون لأولادهم حق عليهم، فترى الأب لا يصلى وليس حريص على تعلم ابنه الصلاة، لا يذهب إلى المسجد ولم جول بخاطره ف أن يزرع ابنه داخل المسجد، لم يهتموا بالتربية ولا تعرف له أسلوبًا للتعليم، ولا يأمرون بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر، لا يعلم ابنه الصواب والخطأ والحلال والحرام، وفي النهاية يكبر الطفل ليصبح مثل أبيه، ولا يجد من يأخذ بيده، ويخون الأمانة التى عهد الله بها إليه.

يقول تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ".

الأهل والصلاة

لأن الصلاة هى أول ما يحاسب المرء عليها، لذلك يجب أن تكون هى أول شيئ على الأب أن يعلمه لولده وأهله.لأنه بدون الصلاة لن ينجو أحد.

يقول تعالى "وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى".

وقد حدثنا القرآن الكريم عن اهتمام الوالد بالولد في سورة لقمان حين نصح لقمان ابنه بالصلاة لتكون أول نصيحة يسديها لقمان لابنه كي يفوز بالدنيا وبالآخرة: يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ".

وقد شدد المصطفى على وجوب أن يصلى الطفل حتى قبل أن يكمل الحلم تمهديًا للرسالته الدينية والدنيوية وعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ ".

 الأطفال والمساجد

لا يجب منع الأطفال من دخول المسجد مع والديهم أو وحدهم إذا كانوا مميزين، ليؤدوا الصلاة، فعَنْ أَبِى قَتَادَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " إِنِّي لأَقُومُ فِي الصَّلاَةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي كَرَاهِيَةَ أَن هذا الحديث فيه جواز لدخول الطفل المسجد حتى وإن كان غير مميز.

ومن بعض الأخطاء التي تحدث داخل المسجد من الآباء أو رواد المسجد، أن تجد الأب غير مهتم بتربية الابن على احترام قدسية المسجد، فترى الطفل يدخل المسجد ليلهو ويلعب وفي النهاية يؤذي كل من بالمسجد دون أن يوجه الابن أو يتخذ معه وسيله لردعه باللين.

وهنا يجب التأكيد على الخطأ الأكبر الذي يقع فيه رواد المسجد والقائمين على أمره بأنهم دائما ما يزجرون الأطفال إذا أخطأوا أو عبثوا بمحتويات المسجد، فهذا غير صحيح فالأطفال هو جيل الإسلام المجدد ولا يجوز أن ننفرهم من زيارة المسجد، فقد يقوم أحد الناس الكبار بالطلب من والد الطفل الشقي بألا يحضره إلى المسجد مرة أخرى وتكون النتيجة أن يكبر الطفل بعيدًا عن الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. 

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.