حكم صلاة النساء في المساجد
رد الشيخ عبدالحميد ظفر الحسن ، على سؤال حول حكم صلاة المرأة اقتداء بالإمام في المصليات المنفصلة عن المساجد ، خصوصا وأن مصليات النساء في زمن النبوة كانت جزءا من المسجد وغير منفصلة، مشيرا إلى أن جواب هذا السؤال يمكن تناوله من خلال مطلبين، الأول هو مدى مشروعية حضور النساء المساجد وشهودهن الصلاة مع الرجال، والثاني هو حكم مصليات النساء بأنواعها المختلفة.
رأي الفقهاء
وفيما يخص المطلب الأول قال الشيخ ظفر الحسن في مقاله المنشور بموقع المسلم بعنوان مصليات النساء في المساجد " لقد اتفق فقهاء المذاهب الأربعة على مشروعية شهود المرأة المساجد لأداء الصلوات الخمس مع الرجال جماعة في الجملة، مع إجماعهم على أن ذلك لا يلزمهن فرضاً بلا خلاف.
واستدلوا على ذلك بجملة من الأحاديث النبوية الصحيحة التي تدل على أن النساء كن يشهدن الجماعة مع الرجال في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الأحاديث:
1- عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلّم قام النساء حين يقضي تسليمه، ويمكث هو في مقامه يسراً قبل أن يقوم".
قال الزهري: "نرى –والله أعلم- أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحدٌ من الرجال.
2- عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "كن نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر متَلَفِّعَاتٍ بمروطهن، ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحد من الغَلَس.
وأضاف أنه مما لا بد من ذكره أن جمهور الفقهاء يرون أن الأفضل للمرأة صلاتها في بيتها.
مباح
وتابع، وبهذا نستطيع أن نقول إنه يباح للمرأة حضور جماعة المسجد؛ لأداء الصلوات المكتوبة؛ إن أذن لها زوجها أو وليها ما لم يترتب على شهودها فتنة أو فساد، فتمنع وتمتنع.
أما المطلب الثاني بحسب الشيخ ظفر الحسن فهو حكم مصليات النساء بأنواعها المختلفة، وقال فيه إن حضور النساء إلى المساجد أمر معلوم منذ عهد النبوة، وكان الحضور في ذلك الزمن في المسجد نفسه، ولم يكن هناك فاصل أو حاجز بين النساء والرجال؛ وإنما كانت النساء يصلين في مؤخرة المسجد، وهذا ما نفهمه من حديث أم سلمة رضي الله عنها، حيث قالت: "إن النساء كنّ إذا سلمن من المكتوبة قمن، وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال". وفي رواية للبخاري أيضاً: "... قال ابن شهاب: فأرى – والله أعلم – أن مكْثه لكي يَنْفُذَ النساء قبل أن يُدْركَهُنَّ من انصرف من القوم".
وأوضح من هذا حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أنه قال: "لقد رأيت الرجال عاقدي أزرهم في أعناقهم مثل الصبيان من ضيق الأُزُر خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فقال القائل: يا معشر النساء لا ترفعن رؤوسكن حتى يرفع الرجال".
التعليقات