أخى إمام المسجد.. لقد اختارك الله القدير لمسئولية عظيمة بها الكثير من التكليف والتشريف، وعليك أن تكون على قدر تلك المسئولية، باعتبارك محط أنظار رواد المسجد الذي تؤمه، أم الحي الذي به المسجد ، وبالتالي لا بديل عن أن تكون مشعل نور ومصباح هداية، بشرط إخلاص النية ، ومراقبة الله ، والحرص على أداء أمانته التي خصك به ، على أن تحتسب عملك في سبيل الله.

أخي الإمام نقدم لك هنا في موقع " دليل المسجد" مجموعة من النصائح نذكرك وأنفسنا بها لكيفية الاستفادة القصوى من فضائل الشهر الكريم ، وبرامج للعمل بها داخل المسجد خلال الشهر, راجين تنفيذها أو بعضها بحسب المستطاع ، حيث الناس أقرب ما تكون إلى الخير والإقبال على الله خلال رمضان, وكذلك نموذج للذين لا يشهدون الصلاة مع الجماعة ولا يشهدونها إلا قليلاً , وفقكم الله وسدد على درب الخير خطاكم .

فعلى الإمام تهيئة الناس لاستقبال رمضان قبل دخوله بوقت مناسب من خلال حديث الخطباء والأئمة ومجالسهم ، واغتنام فرصة حضور الغائبين عن المسجد في غير رمضان ، والتعرف عليهم ، وربط الصلة بهم ( زيارات – هدايا – غيرها ).

كما يستطيع إمام المسجد أن يعمل على إنشاء حلقة لتحفيظ القران الكريم للصغار والكبار مع مراعاة الأوقات المناسبة ووضع جدول مناسب ، وبرنامج للمتميزين ، مثل ( رحلة عمرة – برامج علمية وثقافية- محاولة وضع حفل تجمع فيه الحلقات في المساجد القريبة وتكريمهم بعد استضافة أحد المشايخ وطلبة العلم).. وينبغي حث الآباء على توجيه أبنائهم إلى حلقات التحفيظ والأنشطة العامة المفيدة والقريبة من هذا المسجد، إضافة إلى وضع صندوق لجمع التبرعات تصرف في أنشطة المسجد مثل : المسابقة الشهرية ، ومسابقة الأطفال ، ومسابقة الأسرة المسلمة , ومسابقة المرأة , وغيرها من المشاريع والأنشطة التي تقوم بها جماعة المسجد .

أخي الإمام.. رمضان شهر الطاعة والخير لا شهر التليفزيون والبدع ، وبالتالي فإن دورك يقتضي عليك جذب الجميع للمسجد بكل الفئات الصبية والشباب وكبار السن والسيدات وربات البيوت والفتيات، وتفويت الفرصة على راغبي إفساد الشهر الكريم من شياطين الإنس بنشر مظاهر الانحراف في لباس المرأة وحجابها ، والربا ، وترك الصلاة مع الجماعة وغيرها ، من خلال الاستعانة ( الكلمات ، الفتاوى ، نشر الأشرطة والكتيبات والملصقات ) ، واهتم جيدًا بفئة الشباب واستصلاحهم ، وتوظيف طاقاتهم وتوجيهها باشراكهم في تنفيذ بعض البرامج ، وتعويدهم على الخير .

أخي الإمام.. رمضان شهر البر والود والتآخي فاعمل على جمع هدية رمضان من جماعة المسجد وقم بتوزيعها على سكان الحي وهي عبارة عن كتيب وشريط وبعض النشرات التوجيهية، كذلك يمكنك أخى الإمام أن تعمل على تنظيم الإفطار الجماعي ولو مرة واحدة في الشهر من أجل تتقارب القلوب وتحصل الألفة.

"النساء النساء وما ملكت أيمانكم".. وصية الرسول لأمته قبل وفاته اعمل جيدا أخي الإمام على الاهتمام بالنساء فلقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخصص يوم للنساء يعلمهن أحكام الدين فلا تغفل جانب تفقيههن ووعظهن ولا مانع من التنسيق مع أحد المشايخ أو إحدى الأخوات الداعيات عن طريق مراكز الدعوة، واربط شباب الحي بالأندية الرمضانية ومراكز الإحياء ومكاتب الدعوة والمؤسسات الخيرية ودور تحفيظ القرآن، وتفقد المسجد ومصلى النساء والمعتكف وتعاهد المسجد بإصلاح ما خرب من ناحية الإنارة والمكيفات ونظافة المسجد ورائحته ودورات المياه، وأحرص على ألا تكون أجهزة الصوت الخارجية والداخلية مزعجة ولا منخفضة ولا غير واضحة بسبب قوة الصدى.

كذلك ينبغى على الأمام الاعتناء بتجويد القرآن وترتيله ومراجعته وضبطه، والحرص على وضع من ينوب عن الإمام أو المؤذن في حالة تغيب أحدهما لظرف ماء.

وأخيرا أعلم أخي الكريم أنك بمفردك لا تستطيع إدارة المسجد وشؤونه جميعاً، ولابد أن تستعين بمن يساعدك من شباب الحي وجماعة المسجد وغيرهم ، ويمكنك تقسيمهم للجان تختص كل منهم بشق معين سواء الثقافية أو الاجتماعية أو العلاقات العامة أو غيرها وهكذا.

أخي الفاضل قبل القيام بأي عمل لا تنس أمراً هاماً ألا وهو الإخلاص وسؤال الله التوفيق والقبول بأن ينفع الله بتلك الأنشطة ويبارك فيها... فهنا سوف تتذلل لك النتائج المرجوة والإعانة بإذن الله تعالى.