أنا إمام مسجد..فما واجبي ؟
السؤال: أطمح أن أكون إماما لمسجد, فأرجو منكم نصحي و توجيهي, وأرجو منكم ذكر بعض الكتب المهمة في هذا الباب ..
الجواب : الحمد لله رب العالمين، وبعد: بعدما تصير إماماً، تكون قد تبوأت مكانة عالية عظيمة، حيث إمامة الناس في الصلاة، وتحمّلتَ مسؤولية القيام برسالة المسجد العظيمة، واعلم أنك ستكون محطّ أنظار أهل الحي، ومعقد آمال الدعاة، أن تكون مشعل نور، ومصباح هداية، فاعلم ذلك جيداً. ونصيحتي إليك أخي الكريم:
اخلص النية لله _عز وجل_، وراقِبْه في كل دقيق وجليل.
احرص على أداء الأمانة على أكمل وجه وأتمّه، فقد فرّط أئمة كثيرون في هذه الأمانة، وصارت دخلاً وظيفياً رديفاً، واحتسب ما تبذله من جهد قلّ أو كثر، عند الله _عز وجل_، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
اهتم بوظيفتك الأساسية وهي إمامة الناس، فكثير من الأئمة يتركها بلا عذر، ويكثر تخلّفه عنها بسبب النوم، أو الصلاة في المسجد القريب منه، وهذه المشكلة هي بداية فتيل الخلافات بين الإمام وجماعة المسجد، فتنبّه.
لا تملّ من أسئلة أو استفسارات جماعة المسجد، أو كثرة ملاحظاتهم، أو رغبتهم في الحديث معك، وتقبّل ذلك بصدر رحب، وليكن سمتك التواضع لهم، فإنه أدعى لقبولك عندهم.
احرص على توثيق علاقتك مع المؤذّن، وإذا أنابك فاقبل، وتطاوعا ولا تختلفا، ويسّرا ولا تعسّرا.
احترم وقدِّر كبار جماعة مسجدك، ومثله من تسبّب في بناء المسجد، سواء المتبرّع أو الوسيط، فإنه أحرى لبقائك في المسجد، ودوام المودّة معهم، وسبيل إلى أن يخدموا المسجد بكل ما هو ممكن ونافع لإحياء رسالة المسجد.
ليكن لك مجموعة من أهل الحي أو جماعة المسجد، يعينونك على تنفيذ البرامج والمشاريع، وتتقاسم العمل معهم، وابدأ معهم بداية طيبة وخصّهم بزيارة أو اهتمام.
تعاون مع المؤسسات الدعوية والجمعيات الخيرية، فيما يخدم مصلحة المسجد أو جماعة الحي، فإنها توفّر عليك المال الكثير والجهد الكبير. 9- اهتم بتفعيل المناسبات، كرمضان والحج والعيدين، ومنها برنامج تفطير الصائمين، والاحتفال بالعيدين، وبصّر الناس بأحكام المناسبات وآدابها، ومخالفاتهم فيها.
ضرورة التفقه في أحكام الصلاة، فيلزمك أن تتعرّف على صفة صلاة النبي _صلى الله عليه وسلم_ من التكبير إلى التسليم، وما يتبعها من الأذكار والدعوات، وهكذا ما يتصل بها من سجود السهو وأحكامه، وهكذا الصلوات المناطة بالإمام، كصلاة التراويح والكسوف، وهكذا خطباء الجوامع، كصلاة الجمعة وخطبتها، والعيدين وخطبتها، والاستسقاء وخطبتها، فمعرفة ذلك، مطلب شرعي لكل إمام، ينبغي ألا يُهمَل، ومن الكتب المفيدة المهمة في هذا الباب: أ - كتاب الصلاة وحكم تاركها، لابن قيم الجوزية. ب - صفة صلاة النبي _صلى الله عليه وسلم_، للألباني. جـ - صفة صلاة النبي _صلى الله عليه وسلم_، لابن باز. د – أحكام الإمامة والائتمام، لعبد المحسن المنيف. هـ - القول المبين في أخطاء المصلين، لمشهور حسن سليمان. و – قيام رمضان، للألباني. ز – الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح، لابن باز. ح – دعاء القنوت، لبكر أبو زيد. ط – سجود السهو، لابن عثيمين. ي – سجود السهو، لعبد الله الطيار. ك – صلاة المؤمن، لسعيد القحطاني.
إذا كان مسجدك جامعاً، فلتكن لك عناية خاصة بالخطابة، واحرص على الإعداد والتحضير المبكر للخطبة، مع الاهتمام بتدريب نفسك على الإلقاء، وتقبّل ملاحظات المصلين على الخطبة.
ينبغي أن تعتني بكبار السن والمرضى الذين يصلون معك، فتراعيهم في مواعيد الإقامة أو قدر الصلاة، وتسهّل لهم ما من شأنه أن يريحهم.
عليك أن تهتم بتوجيه جماعة المصلين، وتعليمهم ما ينفعهم في أمور دينهم ودنياهم، عن طريق القراءة على المصلين أو إلقاء الدروس عليهم، بعد الصلاة مثلاً، أو بين الأذان والإقامة، مع مراعاة ما يلي:
أ – اختيار الوقت المناسب للمصلين.
ب – التخول وعدم الإكثار، وذلك بواقع يوم أو يومين مثلاً.
جـ - الإيجاز وعدم الإطالة وترك التفصيل وما لا فائدة في ذكره.
د – اختيار الألفاظ السهلة والمعاني المفهومة.
هـ - الاهتمام بالمادة المقروءة والتحضير لها.
و – ملامسة واقع المصلين.
ز – تصحيح المفاهيم المغلوطة، والتنبيه على المخالفات.
ح – الاهتمام بالعقائد والأحكام.
ط – تعطير الأسماع بتفسير الكتاب العزيز، وسيرة النبي محمد _صلى الله عليه وسلم_ وأصحابه.
ي – العناية بالمناسبات، كرمضان والحج ونحوها.
ك – ترقيق القلوب وعلاجها.
ل – طرق الآداب والأخلاق.
م – الحديث عن الحياة الاجتماعية وحلول المشكلات الأسرية.
ن – اختيار أحسن الكتب وأجمعها، واستشارة من تثق به في دينه وعلمه في اختيار الكتاب، ومن الكتب المفيدة المهمة في هذا الباب:
• التبيان في شرح نواقض الإسلام، لسليمان العلوان.
• الملخص في شرح كتاب التوحيد، لصالح الفوزان.
• أعلام السنة المنشورة، لحافظ حكمي.
• تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، لعبد الرحمن السعدي.
• الملخص الفقهي، لصالح الفوزان.
• وقفات تربوية مع السيرة النبوية، لأحمد فريد.
• الوافي في شرح الأربعين النووي، لمصطفى البقا ومحي الدين مستو.
• إصلاح المجتمع، لمحمد بن سالم البيحاني.
• بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، لسليم الهلالي.
• الأذكار، للنووي.
• زاد المعاد في هدي خير العباد، لابن قيم الجوزية.
• البحر الرائق في الزهد والرقائق، لأحمد فريد.
• المنظار في بيان كثير من الأخطار الشائعة، لصالح آل الشيخ.
• التقصير في تربية الأولاد، لمحمد الحمد.
• الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة، لناصر القفاري وناصر العقل.
• مجالس عشر ذي الحجة، لعبد الله الفوزان.
• أربعون درساً لمن أدرك رمضان، لعبد الملك القاسم.
• ثلاثون درساً للصائمات، لأبي أنس حسين العلي.
• دروس العام، لعبد الملك القاسم.
• الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية، لراشد بن حسين العبد الكريم.
• تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام، لابن باز.
• فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية، جمع أحمد الدويش.
اهتم بإحياء رسالة المسجد، واحرص على تفعيل دوره، من خلال ما يلي:
الاهتمام بلوحة المسجد وإثرائها بالجديد والمفيد، مثل: إعلانات المحاضرات والدروس، والفتاوى والمواعظ والأحاديث والفوائد، ومتابعتها وتحديثها كل أسبوع، ويمكن الاستفادة من مكاتب الدعوة والإرشاد.
وضع صندوق في المسجد، خاص بالأسئلة والمقترحات والملحوظات، وتحديد يوم كل أسبوع أو أسبوعين، للإجابة عليها، ويمكنك الاستفادة من بعض المشايخ أو طلبة العلم.
الاهتمام بدعوة الجاليات وتصحيح عقائدهم وتبصيرهم بدينهم، ويمكنك الاستفادة من مكاتب دعوة الجاليات.
الاهتمام بسكان الحي، وذلك من خلال ما يلي:
أ – إقامة دورية أسبوعية بينهم، لتحقيق الألفة والتعاون على الخير، مع التأكيد على عدم التكلف، واختيار المكان والوقت المناسبين للأكثر.
ب – الزيارة الفردية والجماعية لبعض المنازل التي تحتاج إلى زيارة، مثل: [أسرة متميزة – مريض – لا يشهد الجماعة في المسجد].
جـ - إنشاء حلقة للقرآن الكريم في المسجد، للصغار والكبار، تلاوة وحفظاً، ويمكنك الاستفادة من الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن.
د – إقامة المسابقات الثقافية المتنوعة، الشهرية أو الموسمية، لجميع الفئات [رجال – نساء – صغار – كبار].
هـ - توزيع الهدايا، وفيها كتاب وشريط وطيب وحلوى وسواك؛ لغرض [الدعوة – الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – الإصلاح]. أسأل الله _تبارك وتعالى_ لك التوفيق والسداد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
_____________________
أجاب عنها : جمّاز الجمّاز
التاريخ 3/11/1426 هـ
التعليقات