بحجة غريبة.. هدم مئذنة عمرها 296 عاماً يشعل العراق
لا تزال تداعيات هدم مسجد السراجي ومئذنته التي يبلغ عمرها نحو 300 سنة، في محافظة البصرة الجنوبية، مستمرة.
فقد انهالت ردود الأفعال الغاضبة والرافضة لهذا الفعل الذي أقدمت عليه إدارة محافظة البصرة بخلاف الاتفاق مع الوقف السني ووزارة الثقافة، ما دفع الأخير للتدخل.
فقد شدد وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكّاك البدراني في بيان، أن الوزارة ستتخذ الإجراءات القانونية لحماية الإرث الحضاري الكبير ضد أي تجاوز إداري أو شخصي يشجّع ويعمل على إلحاق الضرر بشكل مقصود أو عفوي، خصوصاً حادثة هدم منارة جامع السراجي، رغم تقديم الهيئة العامة للآثار والتراث مقترحات عدة للحفاظ عليها وتجزئتها ونقلها إلى داخل باحة المسجد.
كما طالب البدراني الوقفين السني والشيعي بالتدخّل والوقوف بحزم ومعاقبة منتسبيها في حالة السماح لهم بالتجاوز أو تزوير الحقائق التاريخية.
بدورها، أكدت إدارة مفتشية وآثار البصرة، أنها ستتحرك قضائياً ضد الملف.وقال مدير المفتشية، مصطفى الحصيني في تصريح صحافي، إن مئذنة جامع السراجي التاريخية بنيت قبل 1727م، وتعد واحدة من آخر مئذنتين موجودتين في البصرة مع جامع الكواز، لافتاً إلى أن الاتفاق مع السلطات المحلية كان يقضي بتفكيك المئذنة ونقلها إلى مكان آمن.
من جهتها، أعلنت لجنة الأوقاف والعشائر في البرلمان العراقي، رفضها وبشدة المساس بأي أبنية تراثية وآثارية لأنها تمثل وجه العراق وتاريخه الحضاري.
وقالت في بيان إن ما حدث بقضاء أبي الخصيب في محافظة البصرة بشأن منارة جامع السراجي هو تصرف فردي وغير مسؤول، ونوهت اللجنة بأمر غاية في الأهمية هو أن منارة الجامع تقع ضمن رقعة جغرافية داخلة ضمن إعمار وإعادة تأهيل المنطقة، مضيفاً أنه بعد تواصل اللجنة مع الجهات ذات العلاقة تبين أن الاتفاق الذي أبرم بين ديوان الوقف السني والجهات الحكومية في المحافظة هو تقطيع منارة الجامع وتفكيكها ونقلها بشكل آمن، لأنها تقع في عرض الشارع وتعوق حركة المرور، وبعد الانتهاء من عملية البناء والتأهيل تجري إعادتها بشكل آمن وطبيعي.
أيضا رفضت لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام النيابية، العمل الذي قامت به حكومة البصرة المحلية بالتجاوز على جامع السراجي بإزالة مئذنته بحجة توسعة الطريق، وتطالب بمحاسبتها وفق القانون.
ودعت في بيانها رئيس مجلس الوزراء ومجلس القضاء الأعلى إلى محاسبة المقصرين الذين خالفوا قانون الآثار العراقي لسنة 2002 المادة 28 الفقرات (أ، ب)، بتجاوزهم على أرض موقوفة دون الأخذ بمقترحات الهيئة العامة للآثار ودون سابق إنذار بهدم منارة وجامع السراجي الذي يتجاوز عمره 300 عام، مشيرة إلى أنه "كان من المفترض إيجاد طرق بديلة أو توسعة الشارع من جهات أخرى أو الأخذ برأي لجنة الخبراء التابعة للآثار التي قدمت تقريرها في مطلع فبراير 2023".
يشار إلى أن جامع السراجي كان بُني من اللبن عام 1140 للهجرة/ 1727 للميلاد في مدينة البصرة، وجدد لآخر مرة عام 2002.
كما يعد من مساجد العراق التاريخية القديمة، ويتميز بعمارته الأثرية والتراثية، حيث تبلغ مساحة الجامع نحو 1900 متر مربع، ويقع في محلة السراجي في قضاء أبي الخصيب، وجُدد بناؤه من قبل متبرعين خلال ثمانينيات القرن العشرين.
وللجامع مئذنة أثرية فخمة البناء، وفيه مصلى واسع يبلغ عرضه 18 مترا وطوله 11 مترا، ويعتبر من أوسع مساجد البصرة مساحة، لذلك كان يسمى قديما بالمسجد الكبير قبل بناء مساجد حديثة وجامع البصرة الكبير.
وسمي بجامع مناوي لجم الكبير، لأن المنطقة كان اسمها قرية مناوي لجم ثم توسعت.
التعليقات