قراءة سورة الجمعة والمنافقين في صلاة الجمعة
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين؛ (رواه مسلم).
وله عن النعمان بن بَشير رضي الله عنهما: "كان يقرأ في العيدينِ وفي الجمعة: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)[الأعلى: 1]، و(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ)[الغاشية: 1].
المفردات: سورة الجمعة؛ أي: الركعة الأولى بعد الفاتحة. والمنافقين؛ أي: وسورة المنافقين في الركعة الثانية بعد الفاتحة. وله؛ أي: ولمسلم. في العيدين؛ أي: عيد الفطر عيد الأضحى. وفي الجمعة؛ أي: وفي صلاة الجمعة. الغاشية: القيامة. البحث: لفظ حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- عند مسلم: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة: (الم * تَنْزِيلُ)[السجدة: 1، 2]، و(هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ)[الإنسان: 1]، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرَأُ في صلاة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين.
وتمام حديث النُّعمان بن بَشِير -رضي الله عنهما- عند مسلم قال: "وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقرأ بهما أيضًا في الصلاتين.
وفي قراءة سورتَي الجمعة والمنافقين في صلاة الجمعة تذكيرٌ بآلاء الله على هذه الأمة، ومِن أعظم هذه النعم بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- يتلو عليهم آيات الله ويُزكِّيهم ويُعلِّمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قل لفي ضلال مبين، ولَفْت انتباه مَن حمل العلم إلى الانتفاع به وعدم إضاعته، وأن الجمعة مِن أعظم النعم التي هدى الله إليها هذه الأمة، كما أنه يُذكِّر مَن في قلبه نفاقٌ أن يُسارِع إلى التوبة منه، وأن العزة لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- وللمؤمنين، إلى غير ذلك من النعم.
كما أن في قراءة سورة (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)[الأعلى: 1]، وسورة (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ)[الغاشية: 1]، تذكيرًا بالحقائق الثلاث التي تدورُ حولها السور المكية، وهي تقرير التوحيد والرسالة والبعث، وقد سبق أن أشرنا إلى أن القيامة تقوم في يوم الجمعة.
مما نستفيده من الحديث:
1- استحباب قراءة سورة الجمعة في الركعة الأولى من صلاة الجمعة.
2- استحباب قراءة سورة المنافِقين في الركعة الثانية من صلاة الجمعة.
3- استحباب قراءة سورة (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)[الأعلى: 1] في الركعة الأولى من صلاة الجمعة والعيدينِ.
4- استحباب قراءة سورة الغاشية في الركعة الثانية من صلاة الجمعة والعيدين.
5- استحباب التخفيف على الجماعة.
التعليقات