معركة جلولاء

 اجتمع الفرس بعد فتح المدائن في جَلُولاء، وهو مكان مُفترَق الطرق إلى أذربيجان والباب والجبال وفارس؛ لذلك تُعَد جلُولاء على مُفترَق هذه الطرق في مكان مهم (استراتيجي)، وتَعاهَد الفرسُ على الصمود للمسلمين، واحتَفَروا خندقًا واستعدُّوا للمسلمين، وكانوا على صِلة بيزدجرد الذي كان يَمُدهم بالرجال والمال، ورمى الفرس بالحسك (شوك من حديد) في طريق المسلمين؛ ليتأذَّى منه الخيل والمشاة.

ولقد اشتبك المسلمون معهم في ثمانين اشتباكًا، كانت كلها لصالح المسلمين في كلِّ اشتباك يتقدَّم المسلمون ويضيِّقون الحصار على الفرس، ثم خرج الفرس على المسلمين من طريق سريٍّ لم يكن فيه حسكٌ، واقتتلوا قتالًا شديدًا إلى الليل حتى شبَّهه بعض المسلمين بليلة الهرير في القادسية، ثم انتهى القعقاع إلى باب الخندق وأخذ به ونادى في المسلمين، فهبُّوا جميعًا حتى أخذوا الباب، وتفرَّق العجمُ في الطرق التي وضعوا فيها الحسك فوقعوا في شرِّ أعمالهم، وهلكت خيلُهم منها، فعادوا مشاةً فأخذتهم سيوف المسلمين ولم ينجُ منهم إلا القليل، وكان جملةُ قتلاهم مائةَ ألفٍ قد تناثروا في الساحات والتلال؛ لذلك سُمِّيت هذه المعركة "جلُولاء الوقعية"..
ولما عَلِم يزدجرد بالنتيجة، وكان مقيمًا في حُلوان فرَّ نحو الجبال، كما فرَّ مهران قائدُهم ببعض جنده فاتَّبعه القعقاع حتى خانقينَ فقتله، ثم وصل القعقاع إلى قصر شيرين والتقى مع دهقان حُلوان، فهزمه القعقاع وقتله في المعركة، ودخل المسلمون حلوان.

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.