وفاة علي بن المديني

نسبهُ:

هو علي بنُ عبدِ اللهِ بنِ جعفر بنِ نجيح بنِ بكر بن سعد، هكذا نسبه الخطيب في تاريخ بغداد .
كنيتهُ ونسبتهُ:
كنيته أبو الحسن ، واشتهر بابن المديني - بفتح الميم - وكسر الدال - نسبة إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم والنسبة إليها بهذه الصيغة قليلة وأكثر ما ينسب إليها المدني بدون ياء ، وإنما نسب إليها لأن أصله منها كما ذكر ذلك البخاري في التاريخ وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وابن الأثير في اللباب .
وكانت ولادته ونشأته بالبصرة ، ولهذا ينسب إليها فيقال له : البصري ، ويقال له : السعدي من بني سعد بن بكر نسبة إليهم نسبة ولاء وهو مولى عروة بن عطية السعدي كما في تهذيب الأسماء واللغات للنووي .
 ولادتهُ:
ولد ابن المديني سنة إحدى وستين ومائة نقله الخطيب في تاريخه عن علي بن أحمد بن النضر وقال الخطيب : " كان مولده بالبصرة " ، وكذا أرخه الذهبي في تذكرة الحفاظ وابن السبكي في طبقات الشافعية.
ابنُ المديني من بيتِ علمٍ:
الإمام ابن المديني أحد أعلام المحدثين الذين اشتهروا بحفظ الحديث ومعرفة علله ، وأبوه وجده من حملة الحديث ونقلته ؛ فأبوه عبد الله محدث مشهور روى عن غير واحد من مشيخة مالك بن أنس ، وجده جعفر بن نجيح روى عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ذكر ذلك الخطيب في تاريخه . ممن روى عنهم : سمع الحديث من كثير من المحدثين فرواه عن أبيه ، وحماد بن زيد ، وسفيان بن عيينة ، وابن علية ، وأبي ضمرة ، وبشر بن المفضل ، وحاتم بن وردان ، وخالد بن الحارث ، وبشر بن السري ، وأزهر بن سعد السمان ، وحرمي بن عمارة ، وحسان بن إبراهيم ، وشبابة ، وسعيد بن عامر ، وأبي أسامة ، ويحيى بن سعيد القطان ، ويزيد بن زريع ، وهشيم بن بشير، ومعاذ بن معاذ ، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى ، وعبد الله بن وهب ، وعبد العزيز العمى ، والفضل بن عنبسة ، وفضيل بن سليمان ، وغندر ، ومحمد بن طلحة التيمي ، ومرحوم بن عبد العزيز، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي ، ومعن بن عيسى ، وأبي النضر ، وهشام بن يوسف ، وعبد الرزاق ، ويوسف بن يعقوب الماجشون ، وأبي صفوان الأموي ، وجعفر بن سليمان ، وعبد العزيز الدراوردي ، ومعتمر بن سليمان ، وجرير بن عبد الحميد ، والوليد بن مسلم ، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الوهاب الثقفي ، وأبي الوليد الطيالسي ، وغيرهم ، وكتب عن الشافعي كتاب الرسالة وحملها إلى عبد الرحمن ابن مهدي فأعجب بها ذكره أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء ص 103.
ممن رووا عنه:
روى عنه البخاري ، وأبو داود ، والذهلي ، وإبراهيم بن الحارث البغدادي ، والحسن بن علي الخلال ، وأبو مزاحم سباع بن النضر ، وأبو بكر عبد القدوس الحبحباني ، وأبو بكر بن أبي عتاب الأعين ، ومحمد ابن عمرو بن نبهان الثقفي ، وإبراهيم الجوزجاني ، وحميد بن زنجويه ، وأبو داود الحراني ، ومحمد بن عبد الله ابن عبد العظيم ، ومحمد بن جعفر بن الإمام ، وهلال بن العلاء الرقي ، وعباس بن عبد العظيم العنبري ، وروى عنه سفيان بن عيينة ، ومعاذ بن معاذ وهما من شيوخه ، وأحمد بن حنبل، وعثمان بن أبي شيبة ، وهما من أقرانه ، وابنه عبد الله بن علي ، وأحمد بن منصور ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، وحنبل بن إسحاق ، وصالح جزرة ، وأبو قلابة ، وأبو حاتم والصاغاني ، والفضل بن سهل الأعرج ، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة ، ويعقوب بن شيبة ، وأبو شعيب الحراني ، وأبو الحسين بن البراء ، وصالح بن أحمد بن حنبل ، ومحمد بن علي بن الفضل المديني فستقة ، وأبو خليفة الجمحي ، ومحمد بن يونس الكديمي ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة ، وأبو يعلى الموصلي ، والبغوي ، وعبد الله بن محمد بن الحسن الكاتب ، وآخر الذين رووا عنه موتا عبد الله بن محمد بن أيوب الكاتب ، وأقدمهم شيخه سفيان بن عيينة ، وبين وفاتيهما مائة وثمان وعشرون سنة ذكره الخطيب وهذا من أمثلة السابق واللاحق .
من خرج حديثه:
خرج حديثه البخاري في صحيحه ، وروى عنه فيه ثلاثمائة وثلاثة أحاديث نقل ذلك الحافظ بن حجر في تهذيب التهذيب ، وخرج حديثه أبو داود في سننه ، وقد روى عنه البخاري وأبو داود بدون واسطة، وروى عنه أبو داود أيضا بواسطة ، وخرج حديثه الترمذي والنسائي في سننهما وابن ماجة في التفسير رووا عنه بواسطة .
ثناء الأئمة عليه:
وكان علي بن المديني موضع تقدير كبار المحدثين أثنوا عليه في حفظه وفي علمه وتبحره وبصره في علل الحديث وأثنوا عليه بوجه عام . فمن الثناء عليه بوجه عام : قال أبو حاتم الرازي : " وكان أحمد لا يسميه إنما يكنيه تبجيلا له " قال : "وما سمعت أحمد سماه قط ". وقد بلغ مبلغا عظيما قال فيه عباس العنبري : " كان الناس يكتبون قيامه وقعوده ولباسه وكل شيء يقول ويفعل " . وقال البخاري : " ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني " . وقال النسائي : " كأن الله خلق علي بن المديني لهذا الشأن " . وقال النووي : " وأجمعوا على جلالته وإمامته وبراعته في هذا الشأن وتقدمه على غيره " . وقال الذهبي في ميزان الاعتدال : " وأما علي بن المدين فإليه المنتهى في معرفة علل الحديث النبوي مع كمال المعرفة بنقد الرجال وسعة الحفظ والتبحر في هذا الشأن بل لعله فرد زمانه في معناه " . وقال ابن حجر في تقريب التهذيب : " ثقة ثبت إمام " .
حفظهُ:
وكان علي بن المديني من الحفاظ المبرزين قال فيه الذهبي : " حافظ العصر وقدوة أرباب هذا الشأن "، وقال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة : " الحافظ المبرز " ، وقال الخطيب في تاريخه : " هو أحد أئمة الحديث في عصره والمقدم على حفاظ وقته".
علمهُ:
 ومن ثناء الأئمة عليه في علمه قول عبد الرحمن بن مهدي : " ابن المديني أعلم الناس" . وقول أبي عبيد القاسم بن سلام : " انتهى العلم إلى أربعة : أبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له ، وأحمد بن حنبل أفقههم فيه ، وعلي بن المديني أعلمهم به ، ويحيى بن معين أكتبهم له " .
بصرهُ بعللِ الحديثِ:
ومن ثناء الأئمة عليه وإشادتهم بمعرفته التامة بعلل الحديث قول أبي حاتم : " كان ابن المديني علما في الناس في معرفة الحديث والعلل". وقال ابن حجر في التقريب : " أعلم أهل عصره بالحديث وعلله " . وقال الذهبي في الميزان : " إليه المنتهى في معرفة علل الحديث النبوي " . وقال ابن الأثير في اللباب: " وكان من أعلم أهل زمانه بعلل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " . وقال أبو داود : " ابن المديني أعلم باختلاف الحديث من أحمد بن حنبل " . وفي تارخ الخطيب: سئل الفرهياني عن يحيى بن معين وعلي وأحمد وأبي خيثمة فقال : " أما علي فأعلمهم بالحديث والعلل، ويحيى أعلمهم بالرجال، وأحمد بالفقه، وأبو خيثمة من النبلاء " . وقال صالح بن محمد : " أعلم من أدركت بالحديث وعلله علي بن المديني ، وأفقههم في الحديث أحمد ابن حنبل، وأمهرهم في الحديث سليمان الشاذكوني ".
شيوخهُ يستفيدون منه:
 وكما كان ابن المديني يستفيد من شيوخه فهم أيضا يستفيدون منه وقد صرح بعضهم بذلك . قال شيخه يحيى بن سعيد القطان : " كنا نستفيد منه أكثر مما يستفيد منا " . وقال سفيان بن عيينة : " يلومونني على حب علي، والله كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني " .
آثارهُ:
ألف ابن المديني في الحديث مصنفات كثيرة العدد جليلة القدر . قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات: " وكان علي أحد أئمة الإسلام المبرزين في الحديث صنف فيه مائتي مصنف لم يسبق إلى معظمها ولم يلحق في كثير منها" . وقد أورد الحاكم أبو عبد الله في كتابه معرفة علوم الحديث - ص 89 - فهرست مؤلفاته نقله عن شيخه محمد بن صالح الهاشمي قال : " سمعت الشريف القاضي أبا الحسن محمد بن صالح الهاشمي قاضي القضاة يقول: هذه أسامي مصنفات علي بن المديني : 1- كتاب الأسامي والكنى - ثمانية أجزاء . 2- كتاب الضعفاء - عشرة أجزاء . 3- كتاب المدلسين - خمسة أجزاء . 4- كتاب أول من نظر في الرجال وفحص عنهم - جزء . 5- كتاب الطبقات : عشرة أجزاء . 6- كتاب من روى عن رجل لم يره - جزء . 7- كتاب علل المسند - ثلاثون جزءا . 8- كتاب العلل لإسماعيل القاضي - أربعة عشر جزءا . 9- كتاب علل حديث ابن عيينة - ثلاثة عشر جزءا . 10- كتاب من لا يجنح بحديثه ولا يسقط - جزءان . 11- كتاب الكنى - خمسة أجزاء . 12- كتاب الوهم والخطأ: خمسة أجزاء . 13- كتاب قبائل العرب - عشرة أجزاء . 14- كتاب من نزل من الصحابة سائر البلدان - خمسة أجزاء . 15- كتاب التاريخ - عشرة أجزاء . 16- كتاب العرض على المحدث - جزءان . 17- كتاب من حدث ثم رجع عنه - جزءان . 18- كتاب يحيى وعبد الرحمن في الرجال - خمسة أجزاء . 19- كتاب سؤلاته يحيى - جزءان . 20- كتاب الثقات والمثبتين - عشرة أجزاء . 21- كتاب اختلاف الحديث - خمسة أجزاء . 22- كتاب الأسامي الشاذة - ثلاثة أجزاء . 23- كتاب الأشربة - ثلاثة أجزاء . 24- كتاب تفسير غريب الحديث - خمسة أجزاء . 25- كتاب الإخوة والأخوات - خمسة أجزاء . 26- كتاب من يعرف باسم دون اسم أبيه - جزءان . 27- كتاب من يعرف باللقب - جزء . 28- كتاب العلل المفرقة - ثلاثون جزءا . 29- كتاب مذاهب المحدثين - جزءان . هكذا سردها الحاكم وقد أضفت إليها الترقيم، وبعد فراغه من سياقه قال : "إنما اقتصرنا على فهرست مصنفاته في هذا الموضع ليستدل به على تبحره وتقدمه وكماله". انتهى . أقول : " وإن مما يؤسف له أن هذه المكتبة الكبيرة لا وجود لها في الوقت الحاضر، بل إن ذكر أسماء هذه المصنفات قليل في كثير من المصنفات فما رأيت أحدا من مؤلفي المصادر التي رجعت إليها في ترجمته - والتي أثبتها في نهاية الترجمة - تعرض لتسميتها اللهم إلا العليمي صاحب المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد المتوفى سنة 928هـ فقد أورد هذا الفهرس الذي سقته هنا عن الحاكم دون أن يشير إلى المصدر الذي استمده منه. ويوجد من آثاره كتاب علل الحديث ومعرفة الرجال مخطوطا في خزانة أحمد الثالث في تركيا وصورته في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية بالقاهرة رقم 743 فهرس التاريخ .
وفاتهُ:
قال البخاري: " مات علي بن المديني ليومين بقيا من ذي القعدة سنة أربع وثلاثين ومائتين". وقال الحارث بن أبي أسامة وغير واحد : " مات بسر من رأى في ذي القعدة"، وكانت وفاته في يوم الاثنين كما في التاريخ الكبير للبخاري .
ممن ترجم له :
 1- ترجم له الحافظ الذهبي في العبر 1-418 والميزان 3-138 وتذكرة الحفاظ 2-15.

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.