الحج شعار الوحدة والتوحيد..وليس له جزاء إلا الجنة
رضوان: فرضية الحج مثبته بالكتاب والسنة ومنكرها جاهل
الفقي: لبس المخيط وتغطية الرأس للرجل والمرأة من محظورات الحج
الفيل: وحدة الأمة وتماسكها من أبرز الدروس المستفادة من الحج
منصور: المزاحمة على تقبيل الحجر الأسود من مفسدات الحج
مرزوق: السباب أثناء رمي الجمرات بدعة
هاهي نسمات الحج تداعب نفوس المشتاقين إلى زيارة بيت الله الحرام، وتهمس في آذانهم "أن لبوا النداء"، متجهين إلى مكان واحد، صوب قبلة واحدة، مناجين إلها واحدا، مرددين "لبيك اللهم لبيك"، رافعين أكف الضراعة، سائلين العفو والمغفرة، لا فرق بين غني وفقير، أبيض وأسود، الجميع أمام الله سواء، تظلهم سماء الرحمة، وتحفهم الملائكة من كل مكان، العودة المبرأة من كل ذنب مكافأة من منً الله عليه بحج مبرور، والجنة هي جائزة من أدى النسك بلا رفث ولا فسوق ولا جدال..
مشروعية الحج وشروطه
بداية يؤكد فضيلة الشيخ حسين رضوان، من علماء الأزهر الشريف، أن الحج هو قصد التوجه إلى البيت بالأعمال المشروعة فرضاً وسنة، وقد فُرض في أواخر سنة تسع من الهجرة، كما جاء في قوله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} [سورة آل عمران: 97]، وقد نزلت هذه الآية عام الوفود أواخر سنة تسع وهو رأي أكثر العلماء، ويعد الحج من أفضل الأعمال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: "إيمان بالله ورسوله"، قيل: ثم ماذا؟ قال: "حج مبرور" (البخاري ومسلم)، ولقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة" (البخاري).
كما أشار فضيلته إلى اتفاق العلماء على فرضية الحج مرة في العمر بدليل الكتاب والسنة، أمّا الكتاب فقول الله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (سورة آل عمران:97)، وأمّا السنة فقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا" (مسلم)، وكما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أيّها النّاس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: أكلَّ عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو قلت: نعم لوجبت ولما استطعتم" ( مسلم).
وفيما يتعلق بشروط وجوب الحج، يشير رضوان الى أن هناك خمسة شروط واجبة لاداء فريضة الحج، ولايمكن للمكلف أن يؤدي شعيرته في حال غياب أي من تلك الشروط، وهي، أولا، الإسلام فغير المسلم لا يجب عليه الحج، بل ولا يصح منه لو حج، بل ولا يجوز له دخوله مكة لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} (سورة التوبة:28)، ثانيا، العقل، فالمجنون لا يجب عليه الحج، فلو كان الإنسان مجنوناً من قبل أن يبلغ حتى مات فإنّه لا يجب عليه الحج ولو كان غنياً، ثالثا، البلوغ: فمن كان دون البلوغ فإنّه لا يجب عليه، لكن لو حج فإنّ حجه صحيح، ولكن لا يُجزئه عن حجة الإسلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة التي رفعت إليه صبياً وقالت: ألهذا حج؟ قال: "نعم ولك أجر"( مسلم)، رابعا، الحرية، فالرقيق المملوك لا يجب عليه الحج، لأنّه مملوك مشغول بسيده، فهو معذور بترك الحج لا يستطيع السبيلَ إليه، وخامسا وأخيرا، القدرة على الحج بالمال والبدن.
ويضيف الشيخ أن هناك شرطان خاصان بالمرأة وهما، أن يكون معها زوجها أو محرم لها، فإن لم يُوجد أحدهما لا يجب عليها الحج، كذلك ألاّ تكون معتدة عن طلاق أو وفاة، لأنّ الله تعالى نهى المعتدات عن الخروج بقوله: {...لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ...} (سورة الطلاق: 1).
محظورات الحج
في سياق متصل، أكد الدكتور حلمي الفقي، رئيس قسم الشريعة، بكلية أصول الدين، جامعة الأزهر، أن هناك بعض المحظورات والمبطلات في الحج، أما المحظورات فمنها، لبس المخيط، لقوله صلى الله عليه وسلم لما سئل عما يلبس المحرم: "لَا يَلْبَسُ الْقَمِيصَ، وَلَا الْعَمَائِمَ، وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ، وَلَا الْبُرْنُسَ، وَلَا ثَوْبًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ، وَلَا وَرْسٌ" (البخاري ومسلم)، كذلك تغطية الرجل لرأسه أو جزء منها، أيضا، تغطية الوجه أو جزء منه بالنسبة للمرأة، إلا ما يحتاج إليه لستر الرأس فلا يحرم تغطيته، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم : "وَلَا تَنْتَقِبُ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ وَلَا تَلْبَسُ الْقُفَّازَيْنِ" (البخاري).
ويضيف الفقي، أن من بين محظورات الحج، حلق الشعر، استعمال الطيب في الثوب أو البدن، تقليم الاظافر، عقد النكاح لنفسه أو لغيره بولاية أو وكالة، لقوله صلى الله عليه وسلم : "لَا يَنْكِحُ الْمُحْرِمُ وَلَا يُنْكَحُ وَلَا يَخْطُبُ" ( مسلم )، أما الخِطْبة فتكره، كذلك يَحْرُم على المُحْرِم وغيرِه قطعُ نبات الحرمين مما يَنْبُت بنفسه؛ لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم "إِنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ الْقِتَالُ فِيهِ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَلَمْ يَحِلَّ لِي إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إِلَّا مَنْ عَرَّفَهَا وَلَا يُخْتَلَى خَلَاهُ" (البخاري ومسلم)
أما مبطلات الحج ومفسداته، يشير الدكتور الفقي أن الحج لا يَفْسَد إلا بالجماع سواء في القبل أو الدبر، لقوله تعالى: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} (البقرة: 197)، والرفث الجماع، لكن لا يَخْرُج الشخص من أعمال الحج إذا فعل ذلك، بل عليه إكمال المناسك، وقضاء الحج والهدي في العام المقبل. والمضي في العبادة الفاسدة خاصٌ بالحج، أما غيره من العبادات فلا، أما بخصوص الوقوف على جبل عرفه، فإنه مَنْ فاته الوقوف بعرفة فقد فاته الحج؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : "الْحَجُّ عَرَفَةُ" (أصحاب السنن)، وله أن يتحلل بعمرة، لكن عليه القضاء والهدي في العام المقبل.
فوائد الحج
من ناحية أخرى، أكد الشيخ حجاج الفيل، من خطباء الأوقاف، وعضو الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة، أن هناك الكثير من الفوائد تتحقق بأداء فريضة الحج، منها، أن الحج في حد ذاته يعد عبادة لله عز وجلن وامتثال لآمر الله تعالى، كما جاء في قوله {وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون{(الذاريات: 56 )، فضلا عن كون الحج عبادة مكتملة الأركان، عبادة روحية، عبادة جسدية، ففيه أعمال القلب والجسد، كما يعد الحج فرصة عظيمة للتعارف بين المسلمين، وتبادل المنافع والخبرات فيما بينهم، في شتى مجالات الحياة، الدنيوية منها، والدينية.
ويضيف الفيل أن من فوائد الحج أيضا، تجسيد معنى المساواة والعدل في الإسلام، فالجميع متساوون، يقفون في مكان واحد، يرتدون لباس واحد، يلبون بنداء واحد، قبلتهم واحدة، وملمحهم واحد، لا تفرق بين الغني والفقير، الأبيض والأسمر، الجميع أمام الله في هذا المكان، لا فضل لأحد على ألأخر إلا بالتقوى، كما جاء في قوله تعالي {...إن أكرمكم عند الله أتقاكم...{ (الحجرات:13 )، كما أن الحج من أكثر العبادات تذكيراً بالآخرة، وبالحشر يوم القيامة، فالجميع يقفون على صعيد واحد، كما سيقفون يوم القيامة أمام الله تعالى، والجميع يتجردون من ملابسهم، ويرتدون ملابس الإحرام التي تذكرهم بالموت، والكفن، والجميع يتركون أوطانهم، وبلادهم وأملاكهم، ولا يصحبون معهم إلاّ عملهم فقط، وفي هذا تذكير بالموت والآخرة.
الحج وتعظيم معاني وحدة الأمة
في سياق أخر، واصل الشيخ حجاج الفيل حديثه عن الدروس المستفادة من الحج، والفوائد الإيمانية والدنيوية الناجمة عن أداء هذه الفريضة العظيمة، مشيرا أن من أعظم فوائد الحج أنه يؤكد على وحدة الأمة الإسلامية التي أقرها القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، كما في قوله تعالى : {إن هذه أمتكم أمة واحدة...}(الأنبياء:92)، فيلاحظ أن جميع المسلمين متحدين في أداء مناسك واحدة متفقة، يقفون في مكان واحد، مرددين شعارات واحدة، في صعيد واحد، مناجين رب واحد، كل ذلك مما يقوي الأخوة الإسلامية، والرابطة الدينية بين جميع المسلمين كما قال تعالى : {إنما المؤمنون إخوة...} (الحجرات:10)، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً" (البخاري)، وهذا يتطلب الوحدة وتكاتف الامة على قلب رجل واحد، امتثالاً لأمر الله تعالى : {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا...{ (آل عمران : 103)
أخطاء الحجيج
نظرا لتعدد شعائر الحج ومناسكه، تكثر معه الأخطاء، وهو ما أكد عليه الدكتور عبدالحليم منصور، وكيل كلية الشريعة والقانون، بجامعة الأزهر، مشيرا أن بعض تلك الأخطاء قد تفسد على الحاج عبادته ويؤثم عليها، ومن بين تلك الأخطاء، أن بعض الناس قد يسافر جوا معتمرا أو حاجا فيتهاون في الإحرام عند مروره على الميقات بل وبعضهم يؤخر الإحرام إلى أن ينزل في أرض المطار ، وكلاهما على خطأ ففي مثل هذه الحالة ينبغي لمن أراد الإحرام أن يلبس ثياب الإحرام قبيل وصوله إلى الميقات ثم يتلفظ بنسكه عند مروره على الميقات أو يلبس لباس الإحرام قبل ركوبه الطائرة لأن ذلك أحوط له فلعله لا يتمكن من اللباس داخل الطائرة إما لزحام أو لضيق المكان،كذلك التزام كثير من الحجاج بأدعية خاصة في الطواف يقرأها من كتيبات معينة , وقد يكون مجموعات منهم يتلقونها من قارئ يلقنهم إياها يرددونها بصوت جماعي، وهذا خطأ، حيث أنه التزم دعاء لم يرد التزامه في هذا الموطن لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف دعاء خاص، كما أن الدعاء الجماعي بدعة وفيه تشويش على الطائفين والمشروع أن يدعو كل شخص لنفسه وبدون رفع صوته .
ومن الأخطاء التي يقع فيها الحجاج أيضا، طوافهم عند الزحام داخل الحجر بحيث يدخل من باب الحجر إلى الباب المقابل ويدع بقية الحجر عن يمينه، وهذا خطأ عظيم لا يصح الطواف بفعله لأن الحقيقة أنه – صلى الله عليه وسلم- لم يطف بالبيت وإنما طاف ببعضه، أيضا ما يفعله بعض الطائفين من كونهم يعتقدون أن ركعتي الطواف لا بد أن تكون قريبا من المقام فيزدحمون على ذلك ويؤذون الطائفين في أيام المواسم ويعوقون سير طوافهم ، وهذا الظن خطأ فالركعتان بعد الطواف تجزيان في أي مكان من المسجد ويمكن المصلي أن يجعل المقام بينه وبين الكعبة وإن كان بعيدا عنه فيصلي في الصحن أو في رواق المسجد ويسلم من الأذية فلا يؤذي ولا يؤذى وتحصل له الصلاة بخشوع وطمأنينة .
ويواصل وكيل كلية الشريعة والقانون سرده لبعض الأخطاء التي يقع فيها الحجاج، ومنها، مزاحمة المرأة للرجال عند الحجر الأسود، فتزاحم الرجال بجسمها فيلتصق بها بعض الرجال وهنا مكمن الشر والفتنة فترتكب المحرم وتتسبب في فتنة الآخرين في تحصيل أمر مسنون بل تركه في حقها والحال كما تقدم واجب ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح، كذلك أن بعض الساعين لا يعتقد أن سعيه تام إلا إذا صعد إلى آخر جبل الصفا أو إلى آخر جبل المروة ويظن بعضهم أن ذلك أفضل، وليس هذا من الفضل في شيء بل متى تحقق أنه على الصفا أو المروة فقد صح سعيه، أيضا ما يفعله بعضهم إذا فرغ من السعي صلى ركعتين كما فعل بعد الطواف بالبيت، وهذا محدث من الأمر خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وأما قياس من قاسهما بالركعتين بعد الطواف فقياس مردود لأنه مخالف للنص الثابت في السعي .
وفي نفس السياق، يسرد الشيخ زكريا مرزوق، إمام وخطيب الجامع الأزهر، بعضا من أخطاء الحجيج خلال أدائهم لتلك الفريضة العظيمة، منها، أن بعض الحجاج ينصرفون من عرفة قبل غروب الشمس، وهذا حرام لأنه خلاف سنة النبي صلى الله عليه وسلم حيث وقف إلى أن غربت الشمس وغاب قرصها ولأن الانصراف من عرفة قبل الغروب عمل أهل الجاهلية، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( ويقفون بعرفات إلى غروب الشمس ولا يخرجون منها حتى تغرب الشمس وإذا غربت الشمس يخرجون إن شاءوا بين العلمين وإن شاءوا من جانبيهما والعلمان الأولان حد عرفة فلا يجاوزهما حتى تغرب الشمس والميلان بعد ذلك حد مزدلفة وما بينها بطن عرنه )، ومنها أيضا، الإسراع وقت الدفع من عرفة إلى مزدلفة، فيلاحظ على كثير من الناس الإسراع بشدة بسياراتهم وإزعاج الناس بمنبهات الصوت والتدافع على أن يكون كل منهم قبل صاحبه في أول الطريق فيحصل من آثار ذلك ما الله به عليم من الشتائم والدعاء على بعضهم والحوادث وكل هذا يتنافى مع أخلاق المسلم فكيف إذا كان في هذا الموسم العظيم .
ويضيف فضيلته أن من بين تلك الأخطاء التي يقع فيها الحجاج خلال أدائهم المناسك، ما يحصل من بعض الحجاج من رميهم الجمار بشدة وعنف وصراخ وسب وشتم لهذه الشياطين على زعمهم، كذلك يعتقد بعض الحجاج أن زيارة المسجد النبوي الشريف لها علاقة بالحج أو أنها من مكملاته أو من مناسكه، وهذا خطأ واضح لأن زيارة المسجد النبوي ليس لها وقت محدد من السنة ولا ارتباط لها بالحج أصلا فمن حج ولم يزر المسجد النبوي فلا بأس، وحجه صحيح.
التعليقات