بعد عمل متواصل لخمس سنوات...افتتاح أكبر مسجد بتركيا
بعد عمل متواصل لخمس سنوات، من المنتظر افتتاح مسجد "تشاملجا" في منطقة "أوسكدار" بالقسم الآسيوي لمدينة إسطنبول التركية، غداً الإثنين، ليؤدي فيه المصلّون التراويح ويتحرون ليلة القدر.
وبحسب تصريحات تركية رسمية، سيتم في 27 رمضان الجاري افتتاح المسجد الذي بدأ تشييده قبل خمس سنوات، على طراز الهندسة المعمارية العثمانية، ليكون الأكبر في عهد الجمهورية التركية.
ويعتبر "تشاملجا" مجمعاً أكثر منه جامعاً، نظراً لاحتوائه على قاعة مؤتمرات كبيرة، ومتحفًا للآثار الإسلامية التركية، ومكتبة عامة، ومعرضًا للفنون، إضافة إلى موقف لعربات الزائرين.
ويشغل المسجد الذي تم بناؤه على أعلى تلة بمنطقة أسكودار، وأشرف عليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شخصياً، مساحة 15 ألف متر مربع (161 ألف قدم مربعة) ويستوعب نحو 60 ألف مصلٍّ.
وحول ميزات الجامع، يقول المسؤول عن المشروع، إرجين كولونك "يعتلي المسجد 6 مآذن، 4 منها بطول 107.1 أمتار، واثنتان بطول 90 مترًا، فيما يبلغ ارتفاع قبته نحو 72 مترًا وقطرها 34 مترًا، كما أن الزخارف المرسومة يدوياً على القبة البالغ قطرها 34 متراً شارفت على الانتهاء، في حين لا يزال موقع العمل يضم نحو ألف عامل لوضع اللمسات الأخيرة.
ويوضح كولونك خلال تصريحات صحافية، أنه تم تخصيص مساحة 30 دونمًا حول الجامع ليتمكن الزوّار من التنزّه فيها، والاستمتاع بمنظر إطلالته التي تعتبر من أجمل إطلالات إسطنبول، ليكون المسجد بما فيه من مرافق، الأكبر خلال فترة الجمهورية التركية، وقبته أيضاً الأكبر منذ عام 1923.
وسبق أن استقبل الجامع خلال شهر رمضان بعام 2006 آلاف المصلين لأداء صلاة التراويح، في افتتاح مبدئي له، وذلك إيفاء بالوعد الذي قُدّم منذ وضع حجر الأساس من قبل جمعية إعمار وإحياء التراث والمساجد في إسطنبول.
وسيضاف جامع "تشاملجا" بعد يومين، إلى قائمة أكبر المساجد بتركيا والتي تُوصف بأنها بلد المآذن في العالم الإسلامي، وذلك لعدد مساجدها الضخم الذي يُقدر بحوالي 85 ألف مسجد، وتعد "إسطنبول" الولاية الأكثر احتضانًا للمساجد، إذ تحتضن ما يربو على ثلاثة آلاف و684 مسجدا، تليها "قونيا" بثلاثة آلاف و115 مسجدا ومن ثم "أنقرة" بألفين و955 مسجدا.
ومن أهم المساجد الكبرى الموجودة في المدن التركية:
ـ مسجد السلطان أحمد: يُعد أكبر مساجد تركيا، تم إصدار قرار تشييده من قبل السلطان العثماني "أحمد الأول" "1590 ـ 1617" وتم الانتهاء من تشييده بتاريخ 4 يناير/كانون الثاني 1610.
يتميز باحتوائه على 6 مآذن، كما أن جدرانه الداخلية مليئة بالعديد من الآيات القرآنية المنقوشة بأجمل الخطط وأبدعها، وسُمي مسجد السلطان أحمد باسم المسجد الأزرق نسبة إلى اللون الأزرق الذي تتزين به المخطوطات القرآنية الموجودة داخله.
وتبلغ مساحة المسجد 64 ـ 72 مترا، بينما يبلغ ارتفاعه 43 مترا، ويبلغ قطر القبة المركزية للمسجد 23.5 مترا، وزُينت المنافذ الزجاجية للمسجد بأكثر من 200 لون مختلف. يُصنف مسجد السلطان أحمد على أنه أجمل وأكبر المساجد في تركيا.
ـ مسجد أيوب سلطان: سُمي بهذا الاسم نسبةً إلى الصحابي الجليل "أبو أيوب الأنصاري"، حيث يوجد ضريحه داخل فناء المسجد.
تم إصدار أمر إنشاء مسجد أيوب من قبل "السلطان محمد الفاتح" عام 1481 عقب فتح القسطنطينية عام 1453، وبعد انهياره بسبب زلزال عام 1800 عمل السلطان العثماني "سليم الثالث" "1789 ـ 1807" على إعادة تأهيله وترميمه وأصبح بشكله الحالي، إذ تبلغ مساحته الكلية 242 مترا مربعا، ويتميز مسجد أيوب بقببه السبع الضخمة وبشكله المشابه لشكل المنحرف.
ـ مسجد السليمانية: تم إنشاؤه بأمر من السلطان العثماني "سليمان القانوني" 1494 ـ 1566" من قبل المعماري العثماني البارع "سنان"، بدأت عملية إنشائه عام 1551 وانتهت عام 1557.
أثبت مسجد السليمانية قوته ومتانته في أكثر من زلزال، إذ أنه على الرغم من حدوث أكثر من 100 زلزال في إسطنبول منذ إنشائه وحتى الآن، إلا أنه ما زال يحافظ على أصوله ولم تتأثر جدرانه وقببه ومآذنه إطلاقًا.
وتبلغ مساحة مسجد السليمانية 69 ـ 64 مترا مربعا، بينما يبلغ ارتفاع قبته المركزية 53 مترا، ويبلغ القطر الداخلي للقبة المركزية 27.5 مترا، ويحتوي جامع السليمانية على 4 مآذن بارتفاع 76 مترا.
ـ مسجد فاتح: تم إصدار أمر إنشائه من قبل السلطان العثماني "محمد الفاتح "1432 ـ 1481" وعمل المعمار "سند الله يوسف بن عبد الله"، عليه بعدما تضرر من زلزال عام 1766، فتمت إعادة ترميمه وأخذ شكله الحالي.
ـ يني جامع "الجامع الجديد": كما يطلق عليه اسم جامع "والدة سلطان"، أصدرت أمر إنشائه السلطانة "صفية" زوجة السلطان العثماني "مراد الثالث" "1546 ـ 1595" عام 1597 وتم افتتاحه للعبادة عام 1636.
يقع الجامع الجديد بالقرب من سوق مصر القديم الواقع في منطقة "إمينينو" ويُشكل أحد المعالم الأثرية التاريخية الباهرة لتركيا.
وبالسياق ذاته وضمن حملة "ليكن القرآن هديتي" التي أطلقها وقف الديانة التركي بالتعاون مع رئاسة الشؤون الدينية التركية، أعلن المدير العام للوقف، سواشبولات، أن الوقف سيقوم بتوزيع آلاف النسخ من معاني القرآن الكريم مترجمة بـ12 لغة، على المسلمين في 15 دولة، في ليلة القدر.
وأوضح بولات أن الوقف سيقدم نسخا من القرآن للمسلمين لإيصال رسائل القرآن السامية إلى البشرية جمعاء، بعدة لغات منها الكازاخية، والقيرغيزية، والأذرية، والعربية، والإسبانية، والفرنسية، والمجرية، والروسية.
وكانت رئاسة الشؤون الدينية، قد أعلنت منذ أشهر أنها ترجمت القرآن إلى 25 لغة، وأنها تسعى لترجمته إلى 100 لغة وتوزيعه إلى كل أنحاء العالم، في إطار مشروع تحت عنوان "ليكن القرآن هديتي".
التعليقات