برامج سياحية تنقل الزوار إلى المعالم والمساجد التاريخية في المدينة المنورة
يحرص العديد من الزائرين خلال فترة وجودهم في طيبة الطيبة على مشاهدة الجوامع والمعالم والآثار التاريخية، التي ارتبطت بالسيرة النبوية العطرة، إذ يشهد مجال الزيارة نشاطاً كبيراً خلال مواسم العمرة والحج، وينعكس على توفير العديد من الوظائف والأعمال المؤقتة لبائعي الهدايا والأغذية، ولهواة التصوير في المواقع والمعالم التي ظلّت شاهدة على أحداث السيرة النبوية .
وبدأت بعض الشركات والمكاتب السياحية تنشط في مجال تنظيم برامج زيارة ميدانية للزائرين إلى المواقع والمعالم الدينية بشكل أكثر تنظيماً بحيث يتجاوز برامج الزيارة التقليدية التي تبدأ باصطحاب الزائر بـ "التاكسي" فرداً أو مجموعة من مسكنه أو من ساحات المسجد النبوي إلى أماكن الزيارة، دون الاهتمام بتفاصيل الرحلة وتغذية الجانب المعرفي للزائر وتنمية ثقافته عن الأماكن التي يمرّ بها خلال الزيارة، في حين تركّز البرامج السياحية المنظمة على توفير المعلومات التاريخية الموثّقة عن الموقع المراد زيارته، وشرح الوقائع والأحداث التي جرت في جنباتها من خلال توفير "مرشد سياحي، وتوفير سيارات وحافلات مجهّزة، فضلاً عن الاستفادة من التقنية الحديثة والمنصات الإلكترونية لاستقبال وتسجيل طلبات الزيارة آليا ً، وتهيئة كل ما يتعلق ببرنامج الزيارة وفقاً لأعداد الزائرين، والتوقيت المفضّل لبدء برنامج الزيارة، وتنوّع البرامج وأسعارها، حسب مدة برنامج الزيارة، والمعالم التي يشملها .
ويقول مدير التسويق والعمليات في إحدى الشركات العاملة في مجال تنظيم البرامج السياحية للزائرين بالمدينة المنورة زين محمد بليلة إن الشركة بدأت نشاطها في هذا المجال منذ سنة ونصف، بطاقم إداري من السعوديين، إضافة إلى نحو 25 مرشداً سياحياً معتمداً من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وقد أنشأت موقعاً إلكترونياً للتعريف بنشاطها، يتضمن أيقونة لاستقبال بيانات طالبي الخدمة، وعددهم، وموقع وزمن بداية الرحلة وبرنامج الزيارة، والسعر الإجمالي للبرنامج .
وأفاد في حديثه لوكالة الأنباء السعودية أن برنامج الزيارة يوفّر برامج منوعة تلبي رغبات جميع الزائرين بدءاً بتوفير مركبة تتسع لأربعة أشخاص، أو سبعة أشخاص تناسب برنامج زيارة للعائلة الواحدة أو بضعة أشخاص، إضافة إلى برامج زيارة للمجموعات توفّر حافلات تتسع لـ 13 شخصاً، و 25 شخصاً، و49 شخصاً، بحيث تنطلق الرحلة من سكن الزائرين في الفندق في الموعد المطلوب من قبلهم، وتمتد إلى أربع ساعات متواصلة ويختلف مسارها بحسب أماكن الزيارة التي تشمل باقات منوعة، بدءاً ببرنامج "جولة على معالم الهجرة" وتمر هذه الجولة على المعالم الشهيرة في طريق الهجرة النبوية، وشرح البعد التاريخي لكل معلم، والاستنارة بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتشمل عدة مواقع .
وأضاف أن برامج الزيارة تتضمن كذلك برنامج "جولة الغزوات" بحيث يتم اصطحاب الزائر إلى أبرز مواقع غزوات النبي صلى الله عليه وسلم داخل المدينة المنورة، ومعالم الغزوات النبوية والمناطق التاريخية في مهاجر رسول الله في المدينة المنورة، ليعيش الزائر مع معالم غزوة أحد بداية من خروج النبي من المدينة إلى نهاية المعركة، بعد ذلك يطلّع الزائر على معالم غزوة الخندق، كما نتتبع سوياً مسار الخندق كما ورد في السيرة النبوية، إلى جانب برنامج جولة " المساجد والمعالم التاريخية " بحيث يتعرف الزائر في هذه الجولة على أشهر المواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة .
ويقول بليلة أن فكرة إنشاء شركة لتنظيم برامج للزيارة برزت إثر التطبيق العشوائي لبرامج الزيارة التقليدية التي لا توفّر للزائر المعلومة الكافية عن الموقع التاريخي، والاكتفاء بنقل الزائر إلى المكان أو المعلم التاريخي وتركه يلتقط الصور التذكارية ثم العودة إليه بعد ساعتين لإعادته إلى مسكنه، مبيناً أن أهم عناصر البرامج السياحية تكمن في توفير مرشد سياحي يجيد التحدّث بلغة الزائر وتوفير كافة المعلومات التاريخية عن موقع الزيارة وربطه بالسيرة النبوية وأحداثها الخالدة، مضيفاً أن البرامج تشهد إقبالاً متزايداً من الزائرين لاسيما من الجنسيات غير العربية، حيث يتم إجراء عقود الزيارة وترتيباتها مع الفندق، وتجهيز المركبة لنقل الزائرين في حين أن موسم رمضان يعدّ الأقل نشاطاً بسبب الصيام خلال النهار .
وأضاف أن فكرة تنظيم برامج الزيارة في بدايتها كانت تستهدف الزائرين القادمين من الخارج، إلا أن البرامج شهدت إقبالاً من العائلات والمواطنين من الداخل، رغبة في التعرّف أكثر على المعالم التاريخية التي ارتبطت بالسيرة النبوية في طيبة الطيبة ومواقع الغزوات وأحداثها، مضيفاً أن البرامج لقيت إقبالاً من الزائرين القادمين من دول الخليج والدول العربية وتركيا .
يذكر أن موسمي العمرة والحج تشهد نشاطاً ملحوظاً في مجال الزيارات الميدانية للأماكن والمعالم الدينية في المدينة المنورة، حيث هيأت الجهات المعنية كافة الخدمات التي يحتاجها الزائر في تلك المواقع بدءاً بمرافق الخدمة في الجوامع والمساجد، إضافة إلى العناية بالجانب التنظيمي وتخصيص أماكن للباعة بما لا يعيق مرور المشاة وحركتهم ويبرز هذا الجانب في موقع سيد الشهداء التاريخي الذي شهد معركة أحد، وكذلك في مسجد الخندق وغيرها من المعالم التي يقصدها الزائرون في المدينة المنورة .
 (7).jpg)
30 مسألة مختصرة في الاعتكاف 
الشؤون الإسلامية توجه الخطباء بإقامة صلاة الجمعة في يوم العيد 
.jpg)
.jpg)
التعليقات