أفضلهما أكثرهما نافلة
إذا كان شخص يؤدي عملاً ما ويؤدي سننا أكثر من شخص آخر يؤدي سننا أقل ، هل معنى هذا أنه يوجد نور أكثر في عمل الرجل الأول ؟. الحمد لله المحافظة على أداء السنن من أسباب محبة الله للعبد ، كما في الحديث الذي رواه البخاري (6502) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ". ودل الحديث أيضا على أن المكثر من النوافل يعينه الله ويسدده ويحفظ جوارحه : سمعه وبصره ويده ورجله . قال الخطابي رحمه الله : ( والمعنى : توفيق الله لعبده في الأعمال التي يباشرها بهذه الأعضاء ، ... بأن يحفظ جوارحه عليه ، ويعصمه عن مواقعة ما يكره الله من الإصغاء إلى اللهو بسمعه ، ومن النظر إلى ما نهى الله عنه ببصره ، ومن البطش فيما لا يحل له بيده ، ومن السعي إلى الباطل برجله). وقال غيره : لا يتحرك له جارحة إلا في الله ولله ، فهي كلها تعمل بالحق للحق . [ فتح الباري 11/352 ]. ومن كان هذا حاله فلا شك أن في عمله نورا وتوفيقا ، يزيد بزيادة نوافله . لكن الحكم بأن عمل فلان أكثر نورا وتوفيقا من عمل غيره لكثرة نوافله ، مما لا يمكن الجزم به ، لأنه يتوقف على قبول الله تعالى لتلك النوافل ، وهذا غيب لا يعلمه إلا الله ، لكن بحسب الظاهر ينبغي للإنسان إذا خير بين عاملين أن يختار أتقاهما لله وأحرصهما على السنة رجاء أن يكون موفقا مسددا . والله أعلم . ____________ الإسلام سؤال وجواب
التعليقات