العشر الأواخر .. ليالٍ مباركات فاغتنموها

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:

أقبلت العشر الأواخر من رمضان لهذا العام سريعةً، تحث دقائق الشهر وأيامه للانتهاء، ولا شك أن آخر الشهر فيه منح وبركات وفضل من الله الرحيم بعباده، وفي بغتة دخول العشر تحذير من قرب النهاية، وإنذار بسرعة رحيل الشهر الكريم، وانتهاء أيامه ولياليه، ويا ليت شعري: كيف يترحل عنا شهرنا هذا العام؟!

إن من المؤسف حقًّا أن نشاهد كثيرًا من المسلمين قد أعرضوا عن مواسم الخير ولم ينافسوا فيها... وكثيرة هي صور الإعراض عن الخير في شهر البر:

- فمنهم من تعمد الفطر، وجاهر بالعصيان، معرضًا نفسه لسخط الرحمن تبارك وتعالى.

- ومنهم من اشتدت عزيمته على الصيام والقيام، وقوي عزمه على اغتنام الشهر وما هي إلا ليالٍ في أوله، ثم فترت عزيمته وضعفت قواه عن اغتنام لياليه ودقائقه الغالية.. فعاد إلى سيرته الأولى من التفريط والعصيان..

- ومنهم من شغلته المباريات والمسلسلات وغيرها من صنوف الملهيات..

- ومنهم من يغريه الصفق في الأسواق، والتنزه في الأسواق التجارية الكبرى، بيعًا وشراءً في آخر أيام رمضان، لهثًا خلف مكاسب مادية ضعيفة لا تقارن بالأرباح الأخروية الكبرى التي حرم نفسه منها..

- ومنهم من أخلف وعده مع الله سبحانه، ففي كل رمضان يمر عليه يندم في آخره، ويعزم النية، ويجدد العهد لئن أحياني الله لرمضان آخر ليرين ما أصنع!! ويَمُن الله عليه برمضان  يتبعه رمضان، فلا من البر ازداد، ولا من الحسنات جمع، بل فرّط وضيّع، ولا يظلم ربك أحدًا.

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر:

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهدُ في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها من الأيامِ والليالي، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجتهد في العشر الأواخِر ما لا يجتهد في غيره" صحيح مسلم (2/832) برقم (1175).

ويخصُّها بمزيدٍ من الأعمالِ؛ فهو يُحيي الليلَ كُلَّه، ويَتجنَّبُ نساءَه، تقولُ أمُّنا عائشةُ -رضي الله عنها- قالت: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ" صحيح البخاري (2/64) برقم (2024)، وصحيح مسلم (2/832) برقم (1174).

وقال ابنُ رجبٍ -رحمه اللهُ-: "ولم يكنِ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا بقيَ من رمضانَ عشرةُ أيامٍ يدعُ أحداً من أهله يُطيقُ القيامَ إلا أقامَهُ".

فيحيي ليله صلى الله عليه وسلم بالصلاة والذِّكر والدعاء، ويوقظ أهله من نومهم؛ ليجتهدوا في الصلاة والذِّكر والتضرُّع إلى الله تعالى، وهذه السُّنَّة قد لا ينتبه لها بعض المسلمين، والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]، فقد كان من هدية علية الصلاة السلام في هذه العشر أنه يوقظ أهله للصلاة ، وهذا حرص منه عليه الصلاة والسلام على أن يدرك أهله من فضائل ليالي هذا الشهر الكريم، ولا يقتصر على العمل لنفسه ويترك أهله في نومهم ، كما يفعل بعض الناس وهذا لاشك أنه خطأ وتقصير ظاهر.

أما شدُّ المئزر؛ فقد قال كثيرٌ من أهل العلم: إنَّه كنايةٌ عن اعتزال النساء والتفرُّغ للعبادة؛ ولذلك كان - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في هذه العشر في المسجد، وينقطع عن الدنيا، ويخلو بربِّه؛ يدعوه، ويناجيه، ويسأله، ويتضرَّع إليه.

ومن أعظم ما يعين على ذلك الاعتكاف، فهو من أنفع العبادات لإصلاح القلوب، وجمع الهِمَم، والتخلُّص من العيوب، ومن جَرَّبَ عَرَفَ؛ فعن عائشة - رضي الله عنها -: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخِر من رمضان حتَّى توفَّاه الله تعالى، ثم اعتكف أزواجُه من بعده" صحيح البخاري (2/65) برقم (2026)، وصحيح مسلم (2/831) برقم (1171).

وكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُتفرِّغَاً للعبادةِ في هذه العشر مُقبلاً عليها، بل كان -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ- يعتكفُ في هذه العشرِ لينقطعَ عن الدُّنيا ومشاغِلِها مُتَحَرِّياً ليلةَ القدر.

قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل -عليه الصلاة والسلام- يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجـود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيـه الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر، والاعتكاف. وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة".(زاد المعاد لابن القيم: 2/30).

ومن بعده عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ سارت قوافلُ الصالحينَ، تقفُ عند العشرِ وقفةَ جدٍ وإخلاصٍ ويقينٍ بعفوِ أكرم الأكرمينَ.

فقد كان قتادةُ -رحمه الله- يختمُ القرآنَ في كلِّ سبعِ ليالٍ مرةً، فإذا دخلَ رمضانُ ختمَ في كلِّ ثلاثِ ليالٍ مرةً، فإذا دخلتِ العشرُ خَتَمَ في كلِّ ليلةٍ مرةً. ومن شِدَّةِ تعظيم السَّلفِ لها كانوا يغتسلونَ ويتطيَّبُون ويتزيَّنونَ لها بأحسنِ ملابسهم كُلَّ ليلةٍ.

فضائل العشر الأواخر:

اختص الله سبحانه العشر الأواخر من رمضان دون غيرها من ليالي العام بمزيد فضل وبر وإكرام، وفي هذه الليالي المباركات من صور وأصناف العبادات الشيء الكثير، ومن ذلك:

1- تحري ليلة القدر:

التي هي خير من ألف شهر، ففيها يتسابق العُبّاد ويتنافس الصالحون لإحياء ليلة القدر، يرجون من ربهم القبول ويخافون التقصير والإبعاد، وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يشوق المؤمنين إلى هذه الليلة من أول الشهر ويحذرهم من إضاعتها والتفريط فيها، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: دَخَلَ رَمَضَانُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّمَ-: "إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ, وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ, مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ, وَلا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مُحْرُومٌ" (رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ).

عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبةٍ تركيَّةٍ، على سُدَّتها حصيرٌ". قال: "فأخذ الحصير بيده، فنحَّاها في ناحية القُبَّة، ثُمَّ أطلع رأسه فكلَّم الناس، فدنوا منه"؛ فقال: ((إني اعتكفتُ العشر الأول؛ ألتمسُ هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أُتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخِر)) صحيح مسلم (2/825) برقم (1167).

فهذه الليلة ليلةٌ عظيمةٌ مباركةٌ، لا يُحْرَم خيرها إلا محرومٌ، وهي في العشر الأواخِر، تنتقل فيها كما يريد الله؛ فعن عائشة - رضي الله عنها -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((تَحَرَّوْا ليلةَ القَدْرِ في الوتر من العشر الأواخِر من رمضان)) صحيح البخاري (2/63) برقم (2017).

وفي السبع الأواخِر آكد؛ فعن ابن عمر - رضي الله عنهما –: "أن رجالاً من أصحاب النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخِر"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أرى رُؤياكُمْ قد تَواطَأَتْ في السبع الأواخِر، فمَنْ كان متحرّيَها فليَتَحَرَّها في السبع الأواخِر)) صحيح البخاري (2/63) برقم (2015)، وصحيح مسلم (2/823) برقم (1165).

وكان أُبَيُّ بن كعب يحلفُ - لا يَستثني - أنَّ ليلة القدر ليلة سبعٍ وعشرين، قال زِرُّ بن حُبَيش: "بأي شيءٍ تعرف ذلك يا أبا المنذر؟!"، قال: "بالعلامة - أو بالآية - التي أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: أنَّها تطلُع يومئذٍ لا شعاع لها" صحيح مسلم (2/828) برقم (762).

وعن أبي سعيد الخُدْري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قد رأيْتُ هذه الليلة فأُنسِيتها، فالتَمِسُوها في العشر الأواخِر في كل وتر، وقد رأيْتُنِي أسجدُ في ماءٍ وطين))، قال أبو سعيد الخُدْري: "مُطِرْنَا ليلةَ إحدى وعشرين، فَوَكَفَ المسجد في مصلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنظرتُ إليه وقد انصرف من صلاة الصبح، ووجهه مبتلٌّ طينًا وماءً" صحيح البخاري (2/65) برقم (2027).

قال الحافظ ابن حجر: "والصحيح أنها في وترٍ من العشر الأواخِر، وأنها تنتقل". فتح الباري" (4/266).

وهذه حكمةٌ إلهيَّةٌ؛ فلو حُدِّدَت لاجتهد الناس فيها وتركوا بقية الليالي، واستوى في ذلك المجتهد والكسول.

والنبي - صلى الله عليه وسلم - إنما كان يحرص على هذه الليلة؛ لما جعل الله فيها من الفضل والأجر، فمِمَّا خصَّها الله به:

- أنها خيرٌ من ألف شهر؛ قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]؛ أي: العبادة فيها خيرٌ من عبادة ثلاثةٍ وثمانين عامًا وبضعة أشهر!!

- ومنها: أنه نزل فيها القرآن العظيم؛ قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} [الدخان: 3]، وقال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1]؛ أي: القرآن.

- ومنها: أنه يكثر نزول الملائكة فيها، لكثرة الخيرات والبركات؛ قال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 4-5].

- ومنها: أن الله يغفر لمَنْ قامها إيمانًا واحتسابًا؛ فعن أبي هريرة: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَنْ قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا؛ غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه)) صحيح البخاري (2/60) برقم (2009)، وصحيح مسلم (1/523) برقم (759).

وقد أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - عائِشَةَ عِنْدَمَا سألتْهُ: "أرأيتَ إن علمتُ أيَّ ليلةٍ ليلةُ القدر؛ ما أقولُ فيها"؟ قال: ((قولي: اللَّهُمَّ إنَّك عَفُوٌّ كريمٌ تحبُّ العفوَ؛ فاعْفُ عنِّي)) سنن الترمذي (5/534) رقم (3513) وصححه الألباني.

2- قراءة القرآن الكريم وتدبره واستماعه وتدارسه:

لا يمر على المسلمين أيام كالعشر يسمعون فيها آيات الله تتلى عليهم في التراويح والتهجد فضلا عما يجتهدون فيها من قراءة القرآن وختام القرآن.

إن القرآن كلام الله تعالى، وهو حبله المتين، وصراطه المستقيم، من تمسك به اهتدى، ومن أعرض عنه ضَلَّ وهَوَى، أثنى الله عليه في مواضعَ كثيرة منه؛ ليبين فضله؛ ويوضح للناس مكانته ومنزلته، قال تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف:3 - 4].

عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لا أَقُولُ (الم) حَرْفٌ، وَلَكِنْ: أَلِفٌ حَرْفٌ؛ وَلامٌ حَرْفٌ؛ وَمِيمٌ حَرْفٌ)) سنن الترمذي (5/175) برقم (2910)، وقال: حديث حسن صحيح غريب.

فالاجتهاد الاجتهاد في التلاوة مع التدبر والتأمل في كلام الله تعالى، حتى يثمر القرآن غراسه في قلب العبد، فتنقاد الجوارح إلى الطاعات.

3- إخراج زكاة الفطر وغيرها من الصدقات:

كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، وإن من أعمال العشر الأواخر الصدقة على الفقير والمسكين والمحتاج، ثم إخراج زكاة الفطر فهي فريضة على كل مسلم؛ الكبير والصغير، والذكر والأنثى، والحر والعبد؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير؛ على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين. وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة " أخرجه البخاري.

فتجب على المسلم إذا كان يجد ما يفضل عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته، فيخرجها عن نفسه، وعمن تلزمه مؤنته من المسلمين كالزوجة والولد. (انظر الإرواء 3/330 ).

والحكمة من إخراج زكاة الفطر: ما جاء في حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين. من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات" أخرجه أبو داود وابن ماجة بسند حسن.

4- الافتقار إلى الله والتطلع لرحماته:

إذا بذلت جهدك يا عبد الله، وقمت بما تستطيعه من أعمال بر وخير في العشر الأواخر يتبقى لك ألا تعجب بعملك، بل تخاف ألا يقبل منك، أو يرد عليك، وعندها يأتي تذلل العبد بين يدي ربه يسأله  القبول  والغفران، وألا يؤاخذه بالخطأ والنسيان، ومن تواضع بين يدي ربه، وخشعت لله جوارحه، واستيقن أن الخير كله من ربه، استسلم له فالمؤمن يُسلم نفسه لربه منكسراً بين يديه، متذللاً لعظمته، مقدماً حبَّه سبحانه وتعالى على كل حب. طمأنينة نفسه، وقرَّة عينه، وسكينة فؤاده، أن يعفِّر جبهته بالأرض، ويدعو ربه رغبة ورهبة.

فشعور العبد بفقره وحاجته إلى ربه عز وجل يدفعه إلى الاستكانة له والإنابة إليه، ويتعلق قلبه بذكره وحمده والثناء عليه، والتزام مرضاته، والامتثال لمحبوباته، لعل الله أن يشمله بالقبول والمغفرة.

وختامًا.. ها هي الأيام المعدودات ترحل، والأسى يعتصر القلب على ما فرط العبد فيها، ويبقى الأمل في أن يقبل الله البضاعة المزجاة ويوفي لنا الأجر ويتصدق علينا، إنه سبحانه جود كريم، وهو بكل جميل كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.