لصحتك بعد الحج
أيها الحاج:
هذه بعض النصائح المتعلقة بصحتك وصحة من حولك بعد الحج بشكل خاص؛ فارعها واعمل بها تنفعك إن شاء الله:
- لعلك قد أخذت تطعيم الحمى الشوكية، أو دواءً وقائياً لها عند بدئك الحج؛ وهذا يحميك بإذن الله من هذا الداء الخطير , لكن مع انتهاء موسم الحج يمكن أن تصبح حاملاً لمكروب الحمى الشوكية حتى مع أخذك السابق للتطعيم أو الدواء الوقائي, وبالتالي قد ينتقل هذا المكروب إلى من معك في المنزل عندما تعود إليهم, وقد تحدث نتيجة لذلك إصابة بعضهم بالحمى الشوكية, لذا ينصح لوقايتهم أن تأخذ مع بداية عودتك إلى موطنك دواء يقضي على هذه الجرثومة مثل السيبروفلوكساسين (ciprofloxacin) جرعة واحدة، أو الريفامبيسين (rifampicin) لمدة يومين، مع ملاحظة أن دواء السيبروفلوكساسين لا يعطى للحوامل والأطفال, وبالنسبة للريفامبيسين فتفضل استشارة طبية قبل إعطائه للحامل. وعلى كل فلا تأخذ دواء قبل استشارة طبيبك.
- بعد الحج إذا كنت مصاباً بالتهاب في الحلق والمجرى التنفسي فانتبه من أن تنقل العدوى إلى غيرك عن طريق الكحة أو السعال، واحرص أيضاً على تكرار غسل يديك حيث إن مثل هذه الأمراض يمكن أن تنتقل منك للآخرين عند ملامستهم ليدك التي ربما تكون قد تلوثت بإفرازات أو رذاذ من فمك وأنفك، ومن ثم يمكن أن ينقلها الآخرون إلى المجرى التنفسي العلوي لهم بعد أن يصافحوك.
- لا تنس أن تأخذ قسطاً كافياً من الراحة بعد تأديتك مناسك الحج، فذلك بإذن الله مما يساعدك على الشفاء إن أصبت بمرض، أو لاقيت شدة وإجهاداً.
- ربما اكتشفت في نفسك أثناء الحج مرضاً معيناً مثل السكر، أو ارتفاع ضغط الدم؛ لذا احرص على المتابعة، وأخذ اللازم له بعد عودتك من الحج.
- لعلك لاحظت أثناء فترة الحج، ومن مواقف مختلفة؛ أهمية اللياقة البدنية، والبعد عن السمنة، وهذه المواقف كفيلة لأن تكون دافعة لك في السعي إلى الرقي بصحتك البدنية، ولياقتك الرياضية، والبعد عن عوامل الخطورة التي تؤدي إلى ضعف صحة الإنسان، وسكون جسده الآفات والأسقام.
- أخيراً: وليس الأقل أهمية كما يقال صحتك الروحية التي تعتبر جزءاً أساسياً من مفهوم الصحة كما يقرر ذلك حتى أطباء الغرب وعلماؤهم، ونحن المسلمون ينبغي أن نكون أولى منهم في التركيز على الصحة الروحية التي لا غنى لأي مسلم على ظهر الأرض عنها، فبعد أن أنعم الله عز وجل عليك بأداء هذا الركن العظيم، وعشت تلك النفحات الإيمانية، وحلَّقت في الرحاب الروحانية، وغمرتك السعادة الربانية، فعشت رضي النفس، هادئ البال، تغمرك الطمأنينة، وتغشاك السكينة؛ حاول أن تحافظ على هذه المنح الإلهية، والهبات الربانية، حيث إن هذه الصحة الروحية عون لك في دنياك وزاد لك إلى آخرتك، وهي في ذات الوقت جزء هام من أجزاء الصحة الشمولي؛ لما تتركه من أثر كبير على جوانب الصحة الأخرى الجسدية والنفسية وقاية أو علاجاً.
فالله الله أيها الحاج أن يفوتك حصول هذا المغنم، فهو علامة لقبول عملك فاعلم، فحافظ عليه تحظى بأكرم النزل وتغنم[1].
رعاك الله..
__________
[1] بتصرف من مقالة بعنوان: "من أجل الصحة بعد الحج". د مهدي قاضي.
التعليقات