فى زمن النكبة.. مساجد فلسطين تتحول إلى حظائر أبقار وخمارات

 "صلوات، ترتيل المزامير، ولائم ضخمة، إفراط فى شرب ماء الحياة، إشعال نيران الفرح".. هكذا يقدس اليهودى مزاراته الدينية، هكذا يتعامل مع مقامات من اتخذهم أولياء وتبارك بهم لدرجة جعلته يرتبط كذلك بكل ما يحيط أضرحة الأولياء، من أشجار وأحجار وينابيع ومغارات.

ومع تلك الحالة من التقديس تجده يشعل الشموع فوق الأحجار والصخور المحيطة به، ويغتسل بمياه العيون والوديان المتواجدة بجانبه، ويعلق الملابس الداخلية وقطع من الثوب على الأشجار المجاورة له.. رغم ذلك يهدم المساجد والمقامات الإسلامية، لعلها عقيدة جديدة تجمع بين الصلاة والقتل فى مشهد واحد.. إنها عقيدة المحتل المتدين.

فى الذكرى الـ68 للنكبة، نرصد ممارسات الاحتلال، الذى لم يكتف بقتل أصحاب الأرض، بل تجده يدمر آثارهم التاريخية الدينية، يستهدف الحجر والشجر والإنسان والمساجد والأضرحة.

نتذكر بداية 2015، حين وصف وزير الأوقاف الفلسطينى، يوسف ادعيس، عام 2014 بأنه الأسوأ فى مستوى الانتهاكات التى استهدفت المقدسات الإسلامية والمسيحية فى فلسطين، إذ بلغت الاعتداءات الإسرائيلية 1345 اعتداء، توزعت بين اقتحام للمسجد الأقصى، وانتهاك لحرمته، وإعلان مخططات تهويدية، وتنفيذ قسم منها، بالإضافة إلى اقتحام المسجد الإبراهيمى، ومنع رفع الآذان على مآذنه، فضلًا عن هدم مساجد، وحرق أخرى، واقتحام قبر النبى يوسف، والاعتداء على المرابطات والأراضى الوقفية والمقدسات والمقابر.

وأضاف: اليهود منذ أن قاتلونا أعملوا تغييرًا فى معظم المساجد والأوقاف الفلسطينية، لاسيما فى المدن والقرى التى اضطر أهلها للهجرة منها، والتى احتلها اليهود وطردوا المسلمين والمسيحيين منها، وحولوا قسمًا كبيرا منها إلى نوادٍ وملاهٍ، وبعضها نسفوها وبعضها حولوها إلى كنس يهودية، وعلى سبيل المثال لا الحصر مسجد سيدنا عكاشة والقبة القيمرية ومسجد الشيخ رسلان ومسجد صفد وطبريا وعسقلان وطيرة بنى صعب وإجزم وإقرن وكفر يرعم وغيرها كثير.

وأول ما بدأوا الاعتداء عليه من هذه الأماكن المقدسة حائط البراق ومسجد البراق، وأطلقوا عليه اسم حائط المبكى، وشجع الإنجليز اليهود للاعتداء عليه، فقامت من أجله ثورة البراق انتهت بتشكيل لجنة للتحقيق فى ذلك، وقررت أنه وقف للمسلمين، وذهب تقريرها مع الريح، وحين احتل اليهود القدس سنة 1967، أزالوا حارة المغاربة كليًا بأبنيتها ومساجدها وزواياها وحولوها إلى ساحة عامة لليهود·

اعتدوا على المسجد الشهير فى عكا "جامع الجزار" وملحقاته من الأوقاف والمدرسة الدينية، وشلوا حركة التدريس فيه وأصبح معلمًا سياحيا لا حياة فيه للعبادة، كما اعتدوا على مسجد يافا الكبير "مسجد حسن"، وأرادوا أن يحولوه إلى ملهى ومعلم سياحى فتحركت البقية الباقية من مسلمى يافا الذين ثبتوا فى مكانهم سنة 1948، يوم أقرت هيئة الأمم قرارها الجائر بتقسيم فلسطين وقيام دولة إسرائيل، وشكلوا دائرة أوقاف فى وجه حكومة اسرائيل واتخذوا جميع الإجراءات القانونية، واستطاعوا أن يحولوا بين اليهود وبين استمرار العدوان على مسجد يافا، وبقى مكانًا مقدسًا للعبادة.

عندما احتل اليهود الخليل سنة 1967، استولوا على المسجد وحولوه إلى كنيس ومنعوا المسلمين من الصلاة فيه وحصروهم فى جزء صغير منه، وصاروا يقيمون فيه حفلات الرقص والغناء ويختنون الأولاد ويشربون الخمور ويأكلون ويشربون ويرمون الفضلات فى المكان المخصص لصلاة المسلمين، وسرقوا ما فى المسجد من تحف.

المسجد الأقصى صاحب النصيب الأوفر من هذه الاعتداءات، والتى بلغت حتى 2015 أكثر من 150 اعتداءً، ثم الحرب على بقية مساجد فلسطين بكل الوسائل الهمجية والدنيئة، والتى تمثلت فى تدنيس المساجد، وهدمها لصالح المستوطنين، ومنذ بدء العدوان عام 48 هدمت سلطات الاحتلال أكثر من 1200 مسجد فى أراضى الداخل الفلسطينى.

وفى قائمة أعدها الدكتور عبد الحليم عويس منذ سنوات، أشار إلى عدد كبير من المساجد والمقامات المحولة إلى غير أهدافها، ومرجعه جمعية الأقصى لرعاية الأوقاف الإسلامية داخل مناطق فلسطين المحتلة سنة 1948، نعرضها لكم:

مسجد البصة "حظيرة خراف"، مسجد الزيت "مخزن للأدوات الزراعية لمتنزه أخزيف"، مسجد عين الزيتون "حظيرة للأبقار"، المسجد الأحمر "ملتقى للفنانين"، مسجد السوق "معرض تماثيل وصور"، مسجد القلعة "مكاتب لبلدية صفد"، مسجد الخالصة "متحف بلدى"، مسجد الدار البيضاء "مكاتب"، مسجد البرج "مكاتب لشؤون الطلبة الجامعيين"، مسجد عين حوض "مطعم وخمارة"، المسجد القديم فى قيساريا "مكتب لمهندسى شركة التطوير".

المسجد الجديد فى قيساريا "مطعم وخمارة"، مسجد الحمة "مخزن للمطعم القريب ويخزن فيه الخمور ومعدات المطعم"، مسجد السكسك "الطابق الأرضى محول إلى مصنع بلاستيك أما الطابق العلوى فهو محول إلى مقهى للعب القمار"، مسجد مجدل عسقلان "متحف وجزء منه محول إلى خمارة".

مسجد المالحة "اقتطع أحد اليهود جزء منه لبيته ويستعمل سقف المسجد لإحياء السهرات الليلية للجيران"، المسجد الكبير "مهمل وكان قد حول إلى متحف"، المسجد الصغير "محول إلى دكان ليهودى".

وتضمن التقرير مساجد ومقامات تحولت إلى كنس ومعابد لليهود، منها: مسجد مقام يعقوب، مقام ياقوق، مقام الست سكينة فى طبرية، مقام الشيخ دانيال، مسجد العفولة، مسجد كفريتا، مسجد طيرة الكرمل، مقام الشيخ شحادة، مقام سمعان، مقام النبى يامين، مقام على، مقام أبى هريرة فى يبنى، مسجد النبى روبين، مقام الشيخ الغرباوى، مسجد وادى حنين.

 

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.