الهجرة النبوية طريق الدولة في الإسلام .. والبداية المساجد


لا يخفى على أحد أن الهجرة كانت إعلانا لبزوغ مرحلة الدولة الإسلامية، وشكلت منعطفا أثر بشكل جدي في مسار التاريخ الإسلامي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.

وكانت الهجرة إلى المدينة المنورة بمثابة الحلقة الثانية من حلقات الدعوة التي بدأها النبي الكريم بمكة المكرمة ، وضع خلالها الرسول صلى الله عليه وسلم معالم أساسية للمجتمع الإسلامي ، وبالتالي فإن الهجرة كحدث فاصل بين هاتين المرحلتين جدير بالاهتمام والدراسة، وما يهمنا منها الآن  منها هو المساجد التي تم تشييدها ودورها في مرحلة تأسيس الدولة الإسلامية .

محطات الهجرة

أولى محطات الهجرة كانت مدينة يثرب ، وكان بناء المسجد هو أول عمل باشره الرسول بعد دخول يثرب، للأهمية الروحية للمسجد ومركزية دوره في الحياة العامة للمسلمين باعتباره مجالا وفضاء ليس فقط للعبادة ولكن ليتلقى فيه المسلمون تعاليم الإسلام وتوجهاته، ومنتدى تلتقي فيه وتتآلف العناصر القبلية المختلفة التي طالما نافرت بينها النزاعات الجاهلية وحروبها، وقاعدة لإدارة جميع الشؤون، وبرلمانا لعقد المجالس الاستشارية التنفيذية ومع ذلك كله (مأوى) لعدد كبير من المهاجرين اللاجئين الذين لم يكن لهم دار ولا مال ولا أهل وقد اختار له الموضع الذي بركت فيه ناقته وكان مربدا لغلامين يتيمين من الأنصار ، وتم بناء مسجد قباء، وجعلت قبلته في اتجاه الشمال، نحو بيت المقدس، قبل أن يأتي الأمر الإلهي بتغيير القبلة نحو مكة المكرمة سنة 2هـ . " فلنولينك قبلة ترضاها، فول وجهك شطر المسجد الحرام" (البقرة: 143).

المسجد النبوي

هو المسجد الذي بناه النبي محمد في المدينة المنورة بعد هجرته سنة 1 هـ الموافق 622 بجانب بيته بعد بناء مسجد قباء. مرّ المسجد بعدّة توسعات عبر التاريخ، مروراً بعهد الخلفاء الراشدين والدولة الأموية فالعباسية والعثمانية، وأخيراً في عهد الدولة السعودية حيث تمت أكبر توسعة له عام 1994. ويعتبر المسجد النبوي أول مكان في الجزيرة العربية يتم فيه الإضاءة عن طريق استخدام المصابيح الكهربائية عام 1327 هـ الموافق 1909.

بعد التوسعة التي قام بها عمر بن عبد العزيز عام 91 هـ أُدخِل فيه حجرة عائشة (والمعروفة حالياً بـ "الحجرة النبوية الشريفة"، والتي تقع في الركن الجنوبي الشرقي من المسجد) والمدفون فيها النبي محمد وأبي بكر وعمر بن الخطاب، وبُنيت عليها القبة الخضراء التي تُعد من أبرز معالم المسجد النبوي. كان للمسجد دور كبير في الحياة السياسية والاجتماعية، فكان بمثابة مركزاً اجتماعياً، ومحكمة، ومدرسة دينية. ويقع المسجد في وسط المدينة المنورة، ويحيط به العديد من الفنادق والأسواق القديمة القريبة. وكثير من الناس الذين يؤدون فريضة الحج أو العمرة يقومون بزيارته، وزيارة قبر النبي محمد للسلام عليه لحديث «من زار قبري وجبت له شفاعتي».

وأشارت الروايات التاريخية إلى طريق يمتد من المسجد ويتجه غربا حتى يصل إلى جبل سلع وطريق من المسجد يخترق منازل بني عدي بن النجار ويصل إلى قباء جنوبا ومن قبا وجد طريق يتجه شمالا إلى البقيع ، مما أى إلى إقامة مساجد على مستوى الأحياء، وهي مساجد للصلوات الخمس فقط، فيما صلاة الجمعة كانت تقام في مسجد الرسول [ باعتباره المسجد الجامع، وقد كان الرسول [ هو من يشرف على إنشاء هذه المساجد كما يتبين ذلك من حديث جابر بن أسامة حيث قال: لقيت رسول الله بالسوق في أصحابه فسألتهم أين يريد، فقالوا: اتخذ لقومك مسجدا، فرجعت فإذا قومي فقالوا خط لنا مسجدا وغرز في القبلة خشبة·

وهكذا خط مثلا لبني زهرة من ناحية مؤخرة المسجد، ولعبدالرحمن بن عوف الحصن المعروف باسمه، وأقطع الزبير بن العوام بقيعا واسعا.

 

 

 

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.