الثبات بعد الحج

 

السؤال:

ولله الحمد قد منٌ الله علي بأداء فريضة الحج، وقد عزمت من وقتها أن أتغير وأكون قدوة حسنة لمن حولي، فكيف أحافظ على ما عزمت عليه، وما هي السُبل التي تقوي من عزيمتي وتجعلني أفضل مما كنت عليه؟

الجواب:

المستشار: د. آمال العمرو

حمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وبعد فبعد أداء هذه الفرائض العظيمة كالحج والصوم يتطلع المؤمن إلى ما يثبته على العبادة بعدها، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء) حديث حسن.

ومن الوسائل المعينة على الثبات على دين الحق، والاستمرار على الطاعات ما يلي:

أولا ً: الإقبال على القرآن: القرآن العظيم وسيلة الثبات الأولى، قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} (32) سورة الفرقان.

ثانياً: التزام شرع الله والعمل الصالح: قال الله تعالى: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء} (27) سورة إبراهيم، قال قتادة: (أما الحياة الدنيا: فيثبتهم بالخير والعمل الصالح، وفي الآخرة: في القبر).

ثالثا: تدبر قصص الأنبياء ودراستها للتأسي والعمل: والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} (120) سورة هود.

 

 

 

رابعاً: الدعاء: فمن صفات عباد الله المؤمنين أنهم يتوجهون إلى الله بالدعاء أن يثبتهم قال تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (8) سورة آل عمران، وقال تعالى: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (250) سورة البقرة.

خامساً: ذكر الله: وهو من أعظم أسباب التثبيت؛ حيث ذكره تعالى في الثبات عند لقاء العدو، في قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ} (45) سورة الأنفال، فجعله من أعظم ما يعين على الثبات في الجهاد.

سادساً: الحرص على الصحبة الصالحة التي تعينك على الطاعة، والبعد عن الصويحبات اللاتي همهن اللهو وضياع الوقت.

سابعا: ممارسة الدعوة إلى الله عز وجل، فالنفس إن لم تتحرك تفتر، وإن لم تنطلق تتعفن، ومن أعظم مجالات انطلاق النفس: الدعوة إلى الله، فهي وظيفة الرسل.

ثامنا: التحلي بالأخلاق المعينة على الثبات، وعلى رأسها الصبر.

تاسعا: التأمل في نعيم الجنة وعذاب النار وتذكر الموت؛ فالذي يعلم الأجر تهون عليه مشقة العمل، وهو يسير ويعلم بأنه إذا لم يثبت، فستفوته جنة عرضها السماوات والأرض.

عاشراً: ترك المعاصي والذنوب: صغيرها وكبيرها، ظاهرها وباطنها: فإن الذنوب من أسباب زيغ القلوب.

الحادي عشر: سماع الأشرطة التي تتحدث عن الثبات على دين الله، وتذكر قصصا معينة في ذلك، ومنها شريط الثبات للشيخ المنجد.

أسأل الله لي ولكم الثبات على دينه، وطاعته، وصلى الله على محمد.

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.