آداب الحج
أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
للحج آداب كثيرة؛ منها: آداب قبل السفر، وآداب أثناء السفر، وآداب أثناء تأدية أعمال الحج، وسأوجز أهم هذه الآداب فأقول:
1- يستحب لمن أراد الحج أن يشاور من يثق بدينه وخبرته وعلمه في حجه هذا.
2- يستحب لمن عزم على الحج أن يستخير الله - سبحانه وتعالى - وهذه الاستخارة لا تعود إلى الحج نفسه، فإنه خير لا شك فيه، وإنما تعود إلى الوقت والرفيق والراحلة.
3- ينبغي أن يتعلم ما يحتاجه من أحكام السفر والحج، فإن لم يتيسر له ذلك، حرص على رفقة فيهم عالم أو طالب علم، فإن لم يتيسر ذلك، أخذ معه من الكتب ما يفيده في هذا المجال.
4- ينبغي لمن عزم على الحج أن يوصي أهله وأصحابه قبل سفره بتقوى الله ولزوم طاعته.
5- كما أن عليه أن يكتب وصيته وماله وما عليه من الدين ويشهد على ذلك.
6- ويجب على من عزم على الحج المبادرة إلى التوبة النصوح من جميع الذنوب؛ {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].
7- رد المظالم إلى أهلها أو تحللهم منها؛ سواء كانت مظالم من نفس أم مال أم عَرَض.
8- أن ينتخب الحاج لحجه أو لعمرتة نفقة طيبة من مال حلال؛ لِمَا صحَّ عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن الله - تعالى - طيِّب لا يقبَل إلا طيِّبًا......))؛ رواه مسلم.
9- عليه أن يقصد بحجه وعمرته وجه الله والدار الآخرة، والتقرب إلى الله بما يرضيه من الأقوال والأعمال في تلك المواضع الشريفة، ويحذر كل الحذر أن يقصد بحجه الدنيا وحطامها أو الرياء والسمعة والمفاخرة بذلك.
10- إذا ركب راحلته - دابة أو سيارة أو طائرة - فينبغي له أن يسمي الله ويحمده ويدعو بدعاء السفر، ثم يكثر من الدعاء والذكر والاستغفار، والتكبير والتسبيح والتهليل.
11- حفظ اللسان من القيل والقال ما لا ينفع في الحال والمآل، وكثرة المزاح واللعب؛ مما ضرره أكثر من نفعه.
12- كف الأذى عن الرفقة، وبذل النصح لهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، والحرص على الاستفادة من الوقت؛ لتشهد له هذه البقاع الطاهرة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
13- الحرص على عدم إيذاء أحد من الحاج، وخصوصًا حال الطواف والسعي ورمي الجمار.
14- ينبغي على الحاج أن يقوم بشعائر الحج على سبيل التعظيم والإجلال والمحبة والخضوع لله ربِّ العالمين، فيؤدِّيها بسكينة ووقار، واتباع لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم .
15- يجب على الحاج أن يتجنَّب الرفثَ والفسوق والعصيان والجدال لغير نصرة الحق، أما الجدال لنصرة الحق، فهذا من باب الأمر بالمعروف، وقد يكون واجبًا أو مندوبًا حسب مقتضيات الأحوال.
16- يجب على الحاج أن يحرص كل الحرص على أداء ما افترض الله عليه من صلاة مع الجماعة في أوقاتها، ونحن نرى تساهل كثير من الحجاج بهذا الأمر فكيف يحج من لا يصلي أو يتساهل بالصلاة حتى يخرج وقتها كلها؛ {لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46].
17- يجب على المرأة ألا تسافر إلا مع ذي مَحرم، وما يفعله كثير من النساء من تساهلهن بالمحرم وذهابهن للحج والعمرة من دونه، فهذا معصية كبيرة ينبغي أن يَتُبْنَ إلى الله منها.
18- كما ينبغي على النساء أن يتَسَتَّرْنَ ولا يتبرَّجْنَ وأن يحرصْنَ على أداء مناسك الحج بكل حشمة وحياء، وليعلمنَ أن مزاحمة الرجال والاختلاط بهم من غير ضرورة أمر محرم.
19- ينبغي على الحاج أن يتجنب ما يحدثه كثير من الناس من الكلام أو الفعل الذي لا يليق بالمشاعر، كقول بعضهم: رمينا الشيطان، أو رمي الجمرة بالحذاء وغيرها أو السب والشتم للمشاعر، فهذا كله يناقض المقصود من رمي الجمار: وهو إقامة ذكر الله - تعالى.
20- ينبغي على الحاج أن يحرص على نفع المسلمين والإحسان إليهم بالإرشاد والمعونة عند الحاجة، رائده في ذلك ودافعه قول الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا))؛ رواه البخاري، ومسلم.
التعليقات