تنبيه الأئمة والخطباء على أن دين الله لا ينصر بالبدع والمنكرات

 

الحمد لله الذي قال:)الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًاوصلى الله على نبيه المختار الذي قال:((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)). 
وبعد:

يقول بن القيم  رحمه الله:
((قال بعض السلف ما من فعلة وإن صغرت إلا ينشر لها ديوانان ((لم وكيف)) أي لم فعلت وكيف فعلت فالأول سؤال عن علة الفعل وباعثه وداعيه هل هو حظ عاجل من حظوظ العامل وغرض من أغراض الدنيا في محبة المدح من الناس أو خوف ذمهم أو استجلاب محبوب عاجل أو دفع مكروه عاجل أم الباعث على الفعل القيام بحق العبودية وطلب التودد والتقرب إلى الرب سبحانه وتعالى وابتغاء الوسيلة إليه ومحل هذا السؤال أنه هل كان عليك أن تفعل هذا الفعل لمولاك أم فعلته لحظك وهواك.
والثاني سؤال عن متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام في ذلك التعبد أي هل كان ذلك العمل مما شرعته لك على لسان رسولي أم كان عملا لم أشرعه ولم أرضه ((فالأول سؤال عن الإخلاص)) (والثاني عن المتابعة)) فإن الله سبحانه لا يقبل عملا إلا بهما فطريق التخلص من السؤال الأول بتجريد الإخلاص وطريق التخلص من السؤال الثاني بتحقيق المتابعة وسلامة القلب من إرادة تعارض الإخلاص وهوى يعارض الأتباع فهذا حقيقة سلامة القلب الذي ضمنت له النجاة والسعادة((.
ما هي  البدعة؟
 
قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - : " البدعة شرعاً ضابطها "التعبد لله بما لم يشرعه الله " ، وإن شئت فقل : " التعبد لله بما ليس عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا خلفاؤه الراشدون " .
فالتعريف الأول مأخوذ من قوله تعالى:( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله).
والتعريف الثاني مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذوإياكم ومحدثات الأمور". 
فكل من تعبد لله بشيء لم يشرعه الله ، أو بشيء لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وخلفاؤه الراشدون فهو مبتدع سواءٌ كان ذلك التعبد فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو فيما يتعلق بأحكامه وشرعه. 
أما الأمور العادية التي تتبع العادة والعرف فهذه لا تُسمى بدعة في الدين ، وإن كانت تسمى بدعة في اللغة ، ولكن ليست بدعة في الدين وليست هي التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم
ولا يوجد في الدين بدعة حسنة أبداً ." (أ.هـ. مجموع فتاوى ابن عثيمين (ج/2 ، ص/291). 
قال العلامة بن باديس ـ رحمه الله ـ في الآثار (1/320) (( فالذين أحدثوافي الدين مالم يعرفه السلف الصالح لم يقتدوا بمن قبلهم فليسوا أهلا لأن يقتدي بهم من بعدهم فكل من اخترع في الدين ما لم يعرفه السلف الصالح فهوساقط عن رتبة الإمامة )).
وقال رحمه الله (2/238) (( ثم يقول (نحن مالكيون) ومن ينازع في هذا وما يقرئ علماء الجمعية الا فقه مالك وياليت الناس كانوا مالكية حقيقة إذاً لطرحوا كل بدعة وضلالة فقد كان مالك كثيرا ما ينشد :
وخير الأمور ما كان سنة *** وشر الأمور المحدثات البدائع))
وقال رحمه الله (3/248) (( وأما قسم العبادات فانه محدود لا يزاد عليه ولا ينقص منه فلا يقبل منه الا ماثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا يتقرب الا بما تقرب به وعلى الوجه الذي كان تقربه به ومن نقص فقد أخل ومن زاد فقد ابتدع وشرع وذلك هو الظلام والضلال.

 

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.