فائدة تتعلق بالمبتدئين في الخطابة

 مراعاة معنى الخطبة ومبناها مطلوبٌ، فمن العيْب مثلاً أن ينصب الخطيب الفاعل ويرفع المفعول، مما يغير المعنى ويشوِّش على السامعين، ولكن مع حداثة العهد بالخطابة؛ قد يَصْعُب التركيز والجمع بين المعنى والمبني، وخصوصًا مع تَطَلُّع الناس بأبصارهم للخطيب وكثرتهم، فلو بدأ الخطيب عبارته الطويلة بحرف نصبٍ فقد ينسى، والنسيان يزداد مع حداثة العهد.

فعليه أن ينشغل بالمعنى، والتركيز عليه، والاهتمام به، وعلى المستمع أن يتغاضى عن الهفوات تقديرًا منه لطبيعة الموقف، وليتذكَّر قولَ عمر للرَّجل: "أما شغلك معناها عن مبناها، ثم مع اعتياد الخطابة والتمرُّس فيها - تَقْوَى بإذن الله معاني التذكُّر، وتخفّ معاني القلق والاضطراب، ويسهل الجمع بين المعنى والمبني.
وقد يحدث أحيانًا نسيان المعنى الذي نتحدث فيه، فلا بأس ولا حرج في الانتقال إلى معنى أو دليل آخر.
ونسيان المعاني يكثر أيضًا مع حداثة العهد بالخطابة للأسباب التي ذكرناها، فعلى المبتدأ أن يتحسَّب لذلك بإعداد موضوع كبير، والحرص على إتقانه، وحفظ سورة (ق) مثلاً، ومعرفة كيفية التَّذكير بتقوى الله والدعاء للمؤمنين، بحيث لو نسي بعض الموضوع؛ تدارك بالبعض الآخر.
وينبغي عليه الإكثار من ذكر الله، والدعاء، وقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، والحرص على طاعة الله والعمل بما يعلم، فهذا من شأنه أن ييسِّر كل عسير - بإذن الله.
وليتعلَّم سيرة سَلَفِه الصالح في فتح أبواب الحديث وكيفية إغلاقه، وقد قيل عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - إنها ما أرادت فتح باب موضوع إلا وفتحته، وما أرادت إغلاق باب إلا وأغلقته.

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.