ما أحدثه أهل البدع في شهر صفر

 
ما أحدثه أهل البدع في شهر صفر :
1-التشاؤم منه ، وهذا مما بقي من آثار الجاهلية لدى بعض جهلة المسلمين ،وهذا التشاؤم قد يكون من عموم الشهر، أو من بعض الأيام فيه .كتشاؤم بعضهم من يوم الأربعاء، الأخير من صفر ، فزعم بعضهم أنه أصعب أيام السنة ، حيث زعم بعض هؤلاء الجهال نقلاً عمن وصفه بأنه من العارفين: أنه ينزل في كل سنة ثلاثمائة وعشرون ألفاً من البليات ،وكل ذلكفي يوم الأربعاء الأخير من صفر ، فيكون ذلك اليوم أصعب أيام السنة كلها ، فمن صلىفي ذلك اليوم أربع ركعات ، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة ، وسورة الكوثر سبععشرة مرة والإخلاص خمس عشرة مرة ، والمعوذتين مرة ، ويدعو بعد السلام بهذا الدعاء ،حفظه الله بكرمه من جميع البليات التي تنزل في ذلك اليوم ولم تحم حوله بلية في تلك السنة .
ومن هذا تشاؤم بعض الناس في بعض الأقطار الإسلامية منعيادة المريض يوم الأربعاء وتطيرهم منه , ولا شك التشاؤم بصفر أو بيوم من أيامه هومن جنس الطيرة المنهي عنها : فقد قال صلى الله عليه وسلم: « لا عدوى، ولا طيرة، ولاهامة ، ولا صفر».
2-تجنب ابتداء الأعمال فيه خشية أن لا تكون مباركة، ومن هذا تجنب السفر فيه أو إنشاء صفقات تجارية أو زواج أو غير ذلك ، وهذا من آثار التشاؤم منه كما تقدم في الفقرة الأولى.
3- إحداث بعض العبادات فيه كما تقدم من إحداث صلاة في الأربعاء الأخير منه ، ومن ذلك التصدق في ذلك اليوم بدعوى دفع البلاء الذي ينزل فيه.
وقد سئلت اللجنةالدائمة :أن بعض العلماء في بلادنا يزعمون أن فيدين الإسلام نافلة يصليهايوم الأربعاء آخر شهر صفر وقت صلاة الضحى أربع ركعات ،بتسليمة واحدة تقرأ في كل ركعة : فاتحة الكتابوسورة الكوثر سبع عشرة مرة ، وسورة الإخلاص خمسين مرة ، والمعوذتين مرة مرة ، تفعل ذلك في كل ركعة ،وتسلم ، وحين تسلم تشرع فيقراءة { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } ثلاثمائة وستين مرة ، وجوهر الكمال ثلاث مرات ، واختتم بسبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله ربالعالمين.
وتصدَّق بشيء من الخبز إلى الفقراء،وخاصية هذه الآية لدفع البلاء الذي ينزل في الأربعاء الأخير من شهر صفر.
وقولهم إنه ينزل في كل سنة ثلاثمائة وعشرون ألفاً من البليَّات ، وكل ذلك يوم الأربعاء الأخير من شهر صفر ، فيكون ذلك اليوم أصعب الأيام في السنة كلها ، فمن صلَّى هذه الصلاة بالكيفيَّة المذكورة : حفظه الله بكرمه من جميع البلايا التي تنزل في ذلكاليوم ، ولم يحسم حوله لتكون محواً يشرب منه من لا يقدر على أداء الكيفية كالصبيان ، وهل هذا هو الحل؟
وكان الجواب : الحمد للهوالصلاة والسلام على رسولهوآله وصحبه ، وبعد : هذه النافلة المذكورة في السؤاللا نعلم لها أصلاً منالكتاب ولا من السنَّة ، ولم يثبت لدينا أنَّ أحداً من سلف هذه الأمَّة وصالحي خلفها عمل بهذه النافلة ، بل هيبدعة منكرةوقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»وقال : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهورد».
ومن نسب هذه الصلاة وما ذُكر معها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أوإلى أحدٍ من الصحابة رضي الله عنهم : فقد أعظم الفرية ، وعليه من اللهما يستحق من عقوبة الكذَّابين. فتاوى اللجنة الدائمة ( 2/354).
4- نسبة هذا الشهر إلى الشر أو الخير ؛ فإن بعض المتشائمين منه ينسبونه إلى الشر ، وفي مقابل هذا نسبة بعض من أراد أن يرد عليهم إلى الخير ؛ فإذا ذكروا شهر صفر قالوا شهر الخير ،والصحيح أن لا يجوز أن ينسب للشر ولا للخير ؛فإن نسبة شيءٍ من المخلوقات من الذوات أو الأزمنة أو الأمكنة لا يكون إلا بنصٍ شرعي .
وفي هذا يقول فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :" و الأزمنة لا دخل لها في التأثير وفي تقدير الله عز وجل ، فهو كغيره من الأزمنة يُقدَّر فيه الخير والشر ،و بعض الناس إذا انتهى من عمل معين في اليوم الخامس و العشرين - مثلاً - من صفر أرَّخ ذلك وقال : انتهى في الخامس والعشرين من شهر صفر الخير ، فهذا من باب مداواة البدعة بالبدعة ، فهو ليس شهر خير و لا شر؛ و لهذا أنكر بعض السلف على من إذا سمع البومة تنعق قال : ( خيراً إن شاء الله ) ، فلا يقال خير و لا شر ، بل هي تنعق كبقية الطيور .انظر: مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (2 / 113).

 

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.