موقف أهل السنة من قتل الحسين رضي الله عنه

 مقتل الحسين -رضي الله عنه- في كربلاء، في يوم عاشوراء، كان من أعظم الفواجع التي أصابت المسلمين عبر تاريخهم، ففي فاجعة كربلاء قُتل سبط النبي -صلى الله عليه وسلم- وسيّد شباب أهل الجنة على يد الخونة من أهل الكوفة الذين أرسلوا له الرسل والرسائل بنصرته وتأييده، وزعموا محبتهم واتّباعهم لأهل البيت، فلما جاءهم الحسين نكصوا على أعقابهم من أجل المال الذي أغراهم به عُبيد الله بن زياد، والي يزيد بن معاوية.

وموقف أهل السنة من قتل الحسين يلخصه شيخ الإسلام ابن تيمية فيقول: "وأما مقتل الحسين -رضي الله عنه- فلا ريب أنه قتل مظلوماً شهيداً، كما قتل أشباهه من المظلومين الشهداء، وقتل الحسين معصية لله ورسوله ممن قتله أو أعان على قتله أو رضي بذلك، وهو مصيبة أصيب بها المسلمون من أهله وغير أهله وهو في حقه شهادة له ورفع حجة وعلو منزلة، فإنه وأخاه سبقت لهما من الله السعادة التي لا تنال إلا بنوع من البلاء، ولم يكن لهما من السوابق ما لأهل بيتهما فإنهما تربيا في حجر الإسلام في عز وأمان، فمات هذا مسموما وهذا مقتولا لينالا بذلك منازل السعداء وعيش الشهداء". (منهاج السنة 4/550).
وقد انتقم الله عز وجل من قتلة الحسين -رضي الله عنه-، كما روي عن الإمام الزهري قوله: لم يبق ممن قتله إلا من عوقب في الدنيا إما بقتل، أو عمى، أو سواد الوجه، أو زوال الملك في مدة يسيرة.
لقد كان مقتل الحسين -رضي الله عنه- بسبب دفاعه عن مبادئ الإسلام السامية، فقد كان -رضي الله عنه- مدافعاً عن حق الأمة في تولية الأصلح من خلال الشورى، وهو الاتفاق الذي تم به الصلح بين الحسن ومعاوية -رضي الله عنهما-.
ولقد بقي موقف الحسين رضي الله عنه قدوة للمخلصين عبر القرون بالصدع بالحق والثبات عليه مع استحضار الحكمة، حيث أنه حين حيل بينه وبين الوصول ليزيد بن معاوية طلب أن يعود إلى مكة أو يواصل طريقه لثغور الجهاد، لكن القتلة المجرمين أصروا على أسره فقاتلهم مضطراً.

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.