الصف الذي يلي الإمام إذا قطعه شيء ، كالسارية أو المنبر

 الصف الأول للرجال هو أفضل الصفوف، وأعظمها أجرا؛ لقول النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:(خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا،وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا) (رواه مسلم:440).

قال القاضي عياض في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (2/ 351):
" قوله: "وشر صفوف الرجال آخرها": أىْ أقلها أجرًا، فهو بالإضافة إلى الأول ناقص، وقد يكون سماه شرًا لمخالفة أمره فيها - عليه السلام - وتحذيرًا من فعل المنافقين ...".
وقد رد النهي عن الصف بين سواري المسجد؛لأنها تقطع الصفوف.فإن كانت هناك حاجة للصف بينها؛ لكثرة المصلين، وضيق المسجد:فلا كراهة حينئذ.
واختلف أهل العلم في الصف الذي يلي الإمام إذا قطعه شيء، كالسارية أو المنبر، هل تبقى له فضيلته، أم تكون للصف الذي لا يقطعه شيء مما يليه.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي - رحمه الله - في " فتح الباري" (6/ 275):
" واختلف الناس في الصف الأول:هل هوَ الذي يلي الإمام بكل حال، أم الذي لا يقطعه شيء؟ وفيه قولان للعلماء...فأما الصف الذي يقطعه المنبر ، فهل هوَ الصف الأول، أم لا؟
قالَ أحمد - في رواية أبي طالب والمروذي وغيرهما -: إن المنبر لا يقطع الصف. فيكون الصف الأول الذي يلي الإمام، وإن قطعه المنبر، بخلاف المقصورة .
وتوقف في ذَلِكَ في رواية الأثرم وغيره .
وقالت طائفة:الصف الأول هوَ الذي يلي الإمام بكل حال، ورجحه كثير من أصحابنا، ولم أقف على نص لأحمد به" انتهى.
والقول الصحيح المختار:تثبت فضيلة الصف الأول، للصف الأقرب للقبلة الذي يلي الإمام، ولو كان مقطوعا بسارية أو منبر ونحو ذلك.
وسئل الشيخ ابن عثيمين: إذا كان الصف الأول من المصلين في المسجد يفصله عن بعضه منبر الخطيب فهل يعتبر صفاً أولاً في الصلاة؟
فأجاب: "نعم، الصف الأول هو الذي يلي الإمام - فإذا كان هذا الصف الذي يفصله المنبر هو الذي يلي الإمام، كان هو الصف الأول على كل حال، والصف الثاني ما بعده، وهكذا حتى تنتهي الصفوف .
وعلى ذلك:فمن جاء فوجد المصلين قد أكملوا ما بين الساريتين من الصف الأول، فالأفضل أن يقف مع المصلين على الجانب الآخر من السارية، لينال فضيلة الصف الأول .

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.