أحكام وآداب نبوية في شهر رمضان(2)

 نستكمل بمشيئة الله بعض الآداب والأحكام النبوية الواردة في الصيام

11- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يَعْتَكِفُ فِي العَشْرِ الأَوْسَطِ مِنْ رَمَضَانَ، فَاعْتَكَفَ عَامًا، حَتَّى إِذَا كَانَ لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْ صَبِيحَتِهَا مِنَ اعْتِكَافِهِ، قَالَ: "مَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعِي، فَلْيَعْتَكِفِ العَشْرَ الأَوَاخِرَ، وَقَدْ أُرِيتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ مِنْ صَبِيحَتِهَا، فَالْتَمِسُوهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ، وَالتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ"، فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَكَانَ المَسْجِدُ عَلَى عَرِيشٍ، فَوَكَفَ المَسْجِدُ، فَبَصُرَتْ عَيْنَايَ رَسُولَ اللَّهِ عَلَى جَبْهَتِهِ أَثَرُ المَاءِ وَالطِّينِ، مِنْ صُبْحِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ" ([1]).

12- عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: "كَانَ النَّبِيُّ، يَعْتَكِفُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَكُنْتُ أَضْرِبُ لَهُ خِبَاءً فَيُصَلِّي الصُّبْحَ ثُمَّ يَدْخُلُهُ، فَاسْتَأْذَنَتْ حَفْصَةُ عَائِشَةَ أَنْ تَضْرِبَ خِبَاءً، فَأَذِنَتْ لَهَا، فَضَرَبَتْ خِبَاءً، فَلَمَّا رَأَتْهُ زَيْنَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ ضَرَبَتْ خِبَاءً آخَرَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّبِيُّ  رَأَى الأَخْبِيَةَ، فَقَالَ: "مَا هَذَا؟" فَأُخْبِرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ: "أَلْبِرَّ تُرَوْنَ بِهِنَّ"، فَتَرَكَ الِاعْتِكَافَ ذَلِكَ الشَّهْرَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ عَشْرًا مِنْ شَوَّالٍ" ([2]).
13- عَنِ ابْن عَبَّاسٍ؛قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ أَجْوَدَالنَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ  أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ"([3]).
14- عن عَائِشَةَ، وَأُمَّ سَلَمَةَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يُدْرِكُهُ الفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، وَيَصُومُ" ([4]).
15- عن أبي هريرة، قال: "لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا، فَقَدْ حُرِمَ" ([5]).
16-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ:"مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"([6]).
17- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" ([7]).
18- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ" ([8]).
19- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، قَالَ: "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" ([9]).
20- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ، فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ الكَدِيدَ، أَفْطَرَ، فَأَفْطَرَ النَّاسُ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: "وَالكَدِيدُ: مَاءٌ بَيْنَ عُسْفَانَ وَقُدَيْدٍ"([10]).


([1])رواه البخاري الاعتكاف، باب الاعتكاف في العشر الأواخر.
([2]) رواه البخاري في الاعتكاف، باب اعتكاف النساء (ح: 2033)، ومسلم في الاعتكاف، باب متى يدخل من أراد الاعتكاف في معتكفه (ح: 1172).
([3])رواه البخاري في كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله (ح: 6)، ومسلم في الفضائل، باب كان النبي أجود الناس بالخير من الريح المرسلة (ح: 2308)
([4]) رواه البخاري في الصوم، باب الصائم يصبح جنبًا (ح: 1926)، ومسلم في الصيام، باب صحة صوم من كلع عليه الفجر وهو جنب (ح: 1109).
([5])رواه أحمد في مسند أبي هريرة (ح: 8991)، وقال الألباني في تمام المنة (ص: 395): "صحيح لغيره".
([6])رواه البخاري في الإيمان، باب صوم رمضان إيمانًا واحتسابًا (ح: 38)، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في قيام رمضان(ح: 760).
([7]) رواه البخاري في الإيمان، باب تطوع قيام رمضان من الإيمان (ح: 37)، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في قيام رمضان (ح: 759).
([8]) رواه الترمذي في الصوم، باب ما جاء في فضل شهر رمضان (ح: 682)، وابن ماجه في الصيام، باب ما جاء في فضل شهر رمضان (ح: 1642)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (ح: 759).
([9]) رواه البخاري في الصوم، باب من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا ونية (ح: 1901)، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في قيام رمضان، وهو التراويح (ح: 760).
([10]) رواه البخاري في الصوم، باب إذا صام إيمانًا من رمضان ثم سافر (ح: 1944)، ومسلم في الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية، ... (ح: 1113).

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.